أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، تبوأت مراكز متقدمة في مجال العمل الإنساني بفضل جهود أبنائها التطوعية، وأرست قواعد ثابتة ومتينة لتعزيز مسيرتها في هذا المجال الحيوي. وأشاد سموه بمبادرات متطوعي دولة الإمارات المنتشرين في عدد من الساحات لتقديم الدعم والمساندة لضحايا النزاعات والكوارث.تحتفي الإمارات اليوم الخميس، بيوم التطوع العالمي، الذي أقرته هيئة الأمم المتحدة في الخامس من ديسمبر من كل عام للتركيز على مفهوم التطوع ودوره في تعزيز قدرة المجتمعات على مواجهة التحديات الطارئة والكوارث الطبيعية والضغوط المعيشية بمختلف أشكالها، إضافة إلى أهميته في تعزيز مفاهيم التكاتف والتعاون الإنساني.تأتي المناسبة في الوقت الذي أصبحت فيه الإمارات طرفاً فاعلاً في تفعيل جهود العمل التطوعي على الصعيدين الإقليمي والدولي من خلال إطلاق العديد من المبادرات المهمة التي تقدم خدمات مجتمعية في مختلف المجالات الإغاثية والصحية والتعليمية والبيئية والثقافية.وتزخر التجربة الإماراتية في العمل التطوعي بالإنجازات والنجاحات التي حققتها مجموعة من المؤسسات والهيئات التطوعية في جميع أنحاء الدولة.وتعتبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي واحدة من أبرز المؤسسات الوطنية في مجال جذب المتطوعين وإشراكهم في الأنشطة التي تدعم المجتمع على المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بصورة فردية أو جماعية تابعة للهلال لتوزيع الأدوار التطوعية.وتوفر هيئة الهلال الأحمر عدة برامج تطوعية تعمل مع مهنيين وطلاب من الجامعات والمدارس وتنقسم إلى ثلاث فئات هي الهلال الطلابي ويشمل طلاب المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية والهلال الجامعي ويتضمن طلاب الجامعات وأخيراً برنامج العمل التطوعي العام المفتوح لجميع الأفراد من سن 18 سنة فما فوق الذي يشمل جميع أفراد المجتمع.وتلعب المنصة الوطنية للتطوع «متطوعين. إمارات» التي تم تطويرها من قبل مؤسسة الإمارات بالتعاون مع وزارة تنمية المجتمع، دوراً بارزاً في ترسيخ مفهوم المسؤولية المجتمعية وإيجاد منظومة متكاملة ومستدامة للعمل التطوعي في الدولة.ووصل عدد المسجلين في المنصة إلى 452 ألفاً و52 متطوعاً ومتطوعة، وذلك حسب أحدث إحصاءات الموقع الإلكتروني الرسمي للمنصة.وتوفر المنصة لجميع الأعضاء المنتسبين 7998 فرصة تطوعية في أكثر من 504 مؤسسات على مستوى الدولة، فيما بلغ عدد الساعات التطوعية لمنتسبي المنصة إلى 3 ملايين و486 ألفاً و894 ساعة.وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، إن العمل التطوعي يمثل ركيزة أساسية في توجهات الدولة الإنسانية والحضارية، بفضل رؤى ومبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، في تصريح بمناسبة يوم التطوع العالمي، الذي يصادف الخامس من ديسمبر الجاري، أن التطوع يعتبر روح العمل الإنساني، وأحد العوامل المهمة في تعزيز مجالاته وترسيخ مبادئه وقيمه بين البشر، مضيفاً سموه: أن العمل التطوعي واجب ديني ووطني والتزام أخلاقي تجاه الإنسانية في أي مكان وزمان، كما أن مفهوم التطوع يحمل مضامين وقيماً أخلاقية عظيمة ومنهجاً تربوياً تتكاتف فيه جهود المتطوعين وتعاونهم مع كافة فئات المجتمع في حالة السلم وحين وقوع الكوارث والأزمات.وقال سموه، إن مجتمع الإمارات عرف قيم ومضامين العمل التطوعي منذ وقت طويل، وتجسدت روحه في قطاعاته كافة، وأثمرت عن إيجاد نسيج متماسك يسوده التكافل والإيثار والسعي في قضاء حوائج الآخرين ونجدة الملهوفين وإسعاد المحرومين، وتعمقت مبادئ الخير والبر والإحسان النابعة من تعاليم الدين الحنيف وقيمه السامية في نفوس الأجيال المتعاقبة من شعب الإمارات الوفي لأهله وجيرانه والإنسانية جمعاء.ولفت سموه إلى التحديات التي تواجه العمل التطوعي والمتطوعين في الوقت الراهن، والمتمثلة في استهداف المتطوعين خاصة في مناطق النزاعات المسلحة، وعرقلة جهودهم في إنقاذ الأرواح البريئة وتقديم المساعدة اللازمة للضحايا، وأشار سموه إلى أن السنوات الأخيرة شهدت مصرع العشرات من المتطوعين العاملين في المنظمات الإنسانية داخل الميدان، وهم يؤدون واجبهم المقدس، وطالتهم يد الغدر وهم يحملون الغذاء والدواء والكساء لإنقاذ الأطفال المحاصرين بين الركام وزخات الرصاص وقنابل الموت.وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أن هذا الانتهاك الصارخ للقوانين والمواثيق الدولية يمثل جريمة نكراء في حق الإنسانية، وقال سموه: تنظر الإمارات بقلق شديد لما آلت إليه الأوضاع الإنسانية في عدد من دول الجوار العربي، بسبب تصاعد وتيرة العنف في المنطقة، مشدداً سموه على أن تعرض المدنيين من المتطوعين وعمال الإغاثة إلى العنف ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المتأثرين والمحاصرين في العديد من المواقع فاقم من معاناة الضحايا والمستهدفين وأدى إلى تردي الوضع الإنساني بصورة لم يسبق لها مثيل.وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، أن متطوعي هيئة الهلال الأحمر الإماراتي يضطلعون بدور فاعل في تجسيد الأهداف والمبادئ السامية التي تسعى الهيئة لتحقيقها على أرض الواقع، وذلك من خلال برامجها وأنشطتها الممتدة لكل صاحب حاجة داخل الدولة ولكافة الشعوب التي تعاني وطأة الظروف.وأضاف سموه: جسدت مشاركات المتطوعين صورة مشرقة لأبهى صور البذل والعطاء، وكان دورهم سبباً في ارتياد هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أوجه النشاط الخيري والإنساني كافة.وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، في ختام تصريحه: إننا نؤكد في يوم التطوع العالمي مدى فخرنا واعتزازنا بمبادرات المتطوعين النبيلة ومواقفهم الإنسانية الأصيلة. (وام)
مشاركة :