دعا رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح الأربعاء المواطنين إلى المشاركة الواسعة والحرة والنزيهة في الاستحقاق الرئاسي. وقال في تصرح نقله التلفزيون الرسمي إن "الخيرين من أبناء الوطن يسارعون الخطى نحو المساهمة في توفير الظروف الملائمة التي تكفل إنجاح الاستحقاق الانتخابي الرئاسي القادم". كما شدد على أن العدالة وأجهزة الدولة ستكون بالمرصاد لمن وصفهم بـ "العصابة"، قائلاً: "أحذر مجددا العصابة وأذنابها من مغبة المساس بهذا المسار الدستوري أو عرقلته من خلال التشويش على الانتخابات أو محاولة منع المواطنين من ممارسة حقهم الدستوري." وكان صالح أكد في تصريحات سابقة الثلاثاء أن الشعب الجزائري سيوجه من خلال إقباله على التصويت في الانتخابات الرئاسية "صفعة قوية للمتطاولين على الجزائر". وقال في كلمة له خلال زيارة للناحية العسكرية الثانية بوهران (غرب) "إذا كان نوفمبر (تشرين الثاني 1954 تاريخ اندلاع الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي) قد بشر بتحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي البغيض، فإن ديسمبر (كانون الأول 2019) سيكون له شرف استكمال بناء دولة الحق والقانون". صفعة للمتطاولين على الجزائر كما أضاف "سيعرف الشعب الجزائري كيف يرد على هؤلاء المتربصين به والمتآمرين على وطنه من خلال إقباله يوم 12 ديسمبر القادم على صناديق الاقتراع لاختيار رئيس الجمهورية ليكون الرد بليغا وحضاريا، بمثابة صفعة مدوية أخرى في وجه هؤلاء المتطاولين على الجزائر". وتابع "إن هذا الشعب الأصيل الذي يعي جيداً خطورة الدسائس التي تحاك في مخابر التآمر في الخارج وأساليب الخيانة والعمالة في الداخل من خلال استنجاد العصابة بأطراف خارجية، (..) سيرد في الوقت المناسب، على كافة محاولات التدخل في شؤونه الداخلية". إلى ذلك، قال "ها هو اليوم، يرد بقوة على هذه المحاولات اليائسة من خلال مسيراته الحاشدة، عبر كافة أرجاء الوطن رفضا لمحاولة البرلمان الأوروبي التدخل في شؤونه الداخلية". وكان البرلمان الأوروبي أثار غضب الجزائر مؤخرا من خلال قرار غير ملزم "يندد بشدة" بـ "اعتقالات تعسفية" مؤخرا لمحتجين في الجزائر ويطالب بـ "عملية سياسية سلمية ومنفتحة" للخروج من الأزمة. وشهدت العاصمة الجزائرية السبت تظاهر عدة مئات "ضد التدخل الخارجي" في الجزائر ودعما للانتخابات الرئاسية في 12 كانون الأول/ديسمبر. لكنها بدت أقل حجما من تظاهرات احتجاجية تشهدها العاصمة أسبوعياً رفضاً للانتخابات الرئاسية. يذكر أن الجزائر تنظم في 12 كانون الأول/ديسمبر انتخابات رئاسية لاختيار خلف للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي استقال في نيسان/إبريل تحت ضغط الشارع والجيش. وتشهد البلاد حركة احتجاج واسعة ضد من يصفهم المحتجون بأركان النظام وفلوله منذ 22 شباط/فبراير، ويرفض المحتجون الانتخابات الرئاسية معتبرين أنها تهدف لإعادة إنتاج النظام السابق.
مشاركة :