لا يتناسب الجهل وعدم احترام الذوق العام والتعاطي مع الأنظمة بالتجاهل والتجاوز مع انتشار الفنون في المجتمعات، ذلك لأن الفنون حينما تنتشر في المجتمعات ويُهتم بتنميتها من شأنها أن ترتقي بذائقة الشعوب، وتطوير الحس الجمالي بداخلهم. وأكدت شهرزاد الصالح المهتمة بتنمية الذات والمجتمع والتي تربط بين دعم الفنون في المجتمعات وبين الارتقاء بالجانب السلوكي لدى أفراد ذلك المجتمع، فهذا هو الطبيعي، فحينما تنتشر الفنون، ويكثر الإبداع، ويعتاد أفراد المجتمع على وجود التنوع في الفنون، فإن ذلك من شأنه أن ينمي الذائقة والسلوك والأخلاق ويبني جسوراً ممتدة بين الإنسان وبين الثقافات المتنوعة التي تخلق منه شخصاً يعرف كيف يتعاطى مع هذه الفنون، كيف يحترمها، ويقرؤها، ولذلك فإن المجتمعات التي تدخل عليها الفنون كتجربة حديثة، من الطبيعي أن تعيش التذبذب في شكل التعاطي مع هذه الفنون، ولذلك فهناك من لا يستطيع أن يفهمها، ويتعايش معها، وربما لم يعرف البعض كيف يتذوقها. مشيرة إلى أن ذلك يمكن أن يتغير خلال سنوات معدودة حينما ينمو المجتمع في دائرة دعم الفنون فتبدأ في تشكيل الذائقة السلوكية المعرفية لدى المرء، فيتعلم كيف يكون سلوكه منعكساً على احترام الفنون والتعايش معها بشكل يدفعه مع مرور الوقت إلى أن يكون متحمساً لها، ويرفض إفسادها، فعلى سبيل المثال: المجتمع الذي لم يعتد على تنوع الفن التشكيلي في الشوارع والأماكن العامة ربما لا يعرف كيف يتعاطى معه، لكنه سيصل مع مرور الوقت إلى الوقوف عنده طويلاً وتذوقه، وهذا ما نلاحظه في المجتمعات الأخرى التي تتذوق الفن، وسلوكها يعكس ارتقاء الفن بذائقتها ومشاعرها.
مشاركة :