بوينغ في مأزق بعد استبدال شركة طيران أميركية طلبية لشراء 50 طائرة إيرباص

  • 12/5/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تلقت شركة صناعة الطائرات الأميركية العملاقة بوينغ صفعة جديدة بعد أن أعلنت شركة يونايتد إيرلاينز المحلية عن صرف النظر عن صفقة سابقة بين الطرفين. وكشفت وكالة بلومبرغ للأنباء الاقتصادية الأربعاء أن يونايتد إيرلاينز، التي تتخذ من شيكاغو مقرا لها، ستستبدل 50 طائرة بوينغ من طراز 757 -200 بطائرات إيرباص طراز أي 321 إكس.أل.آر بصفقة تقدر بنحو 7 مليارات دولار. وبهذه الصفقة، عززت شركة الطيران الأوروبية إيرباص أسبقيتها في الأسواق على حساب منافستها بوينغ لتمتد إلى أسواقها التقليدية داخل الولايات المتحدة بالتزامن مع تلويح إدارة الرئيس دونالد ترامب بفرض عقوبات على الاتحاد الأوروبي. ونسبت بلومبرغ للمسؤول التجاري في شركة يونايتد إيرلاينز أندرو نوسيلا قوله إن “طائرات إيرباص طراز أي 321 هي البديل المثالي للطائرات القديمة والأقل جودة التي تستخدم حاليا في الرحلات الجوية بين بعض المدن الأميركية الرئيسية”. وفندت هذه الصفقة كل الفرضيات التي كانت ترجح أن تختار الشركة طلبيات من طراز آخر من نفس المزود أي بوينغ، غير أنها اختارت استبدالها بطائرات إيرباص كخيار أمثل. وتعمق هذه الخطوة من مشاكل بيونغ جراء إيقاف تحليق طائراتها من طراز ماكس 737 إثر حادثتي تحطم طائرتين في إندونيسيا وإثيوبيا. ويشير محللون إلى أن الصفقة بين يونايتد إيرلاينز وإيرباص ستزيد من تأجج المعركة التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وتقلصت مبيعات بوينغ من طراز 757 منذ حوالي 15 عاما حيث يقتصر عدد طائراتها المستخدمة من هذا الصنف على حوالي 75 طائرة فقط في الوقت الحالي حسب البيانات. وكانت إيرباص قد تفوقت بشكل كبير وبفارق يبلغ نحو 150 طائرة مقارنة بمنافستها الأميركية خلال هذا العام في انعكاس مباشر لأزمتها التي دفعت الكثير من الشركات إلى إلغاء طلبيات من بوينغ والتحول إلى بدائل إيرباص. وحققت الشركة الأوروبية توسعا كبيرا في الأسواق الآسيوية حيث فازت بصفقة كبيرة الشهر الماضي بعد تلقيها طلبات من شركة أندي جو الهندية للطيران بنحو 300 طائرة بقيمة تتجاوز 33 مليار دولار وفقا للأسعار الرسمية. وفي إطار توسعها في آسيا، أعلنت سيبو باسيفيك إير، وهي أكبر شركة فلبينية للطيران منخفض التكلفة، إتمام الاتفاق على شراء 16 طائرة جديدة من طراز إيرباص أي 330 نيو قيمتها 4.8 مليار دولار لتعزيز أسطولها بطائرات أقل استهلاكا للوقود. كما عززت إيرباص تقدمها خلال معرض دبي للطيران حين أبرمت صفقتين ضخمتين مع كل من شركة طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي وشركة العربية للطيران منخفض التكلفة بقيمة 30 مليار دولار، بينما اقتصرت منافستها بوينغ بتوقيع صفقة ناهزت المليار دولار. وفي محاولة منها لكبح تقدم إيرباص لوحت واشنطن بعد حصولها على الضوء الأخضر من منظمة التجارة العالمية بفرض عقوبات على أوروبا واتهامها بدعم غير قانوني وغير مشروع للشركة مما يبطل قواعد المنافسة. ولكن خبراء يرون أن دخول شركات أميركية على الخط لدعم إيرباص يوحي باشتعال جبهة صراع داخلية بين ترامب وأوساط الصناعة الأميركية الرافضة لسياساته المضرة بالاقتصاد العالمي. وسبق وعبّرت شركة الطيران الأميركية دلتا إيرلاينز التي تشتري طائرات إيرباص، عن أسفها لفرض الرسوم الأميركية، وقالت إنها ستلحق “ضررا خطيرا بشركات الطيران الأميركية والملايين من الأميركيين الذين يعملون فيها وللمسافرين”.

مشاركة :