طارق الشناوي يكتب: هى؟.. لأ مش هى!

  • 12/5/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

هل هذه صورة شيرين سيف النصر؟ أبدا ليست هى، تؤكد شيرين أن ما نُشر مكيدة من الأعداء المتربصين بها، بينما (السوشيال ميديا) تقول (هى ومليون هى).شيرين من أجمل الوجوه التى عرفتها الشاشة، فتاة أحلام جيل التسعينيات، ابتعدت قبل نحو 18 عاما بعد فيلم (أمير الظلام) بطولة عادل إمام، بديهى أن السنوات الأخيرة أنجبت شيرين أخرى، غير تلك التى تحتفظ الذاكرة بملامحها.انتشرت فى السنوات الأخيرة، من خلال منصات التواصل الاجتماعى، تلك الصور التى تقدم الفنانة فى عز جمالها ثم تعقبها بصور أخرى لما فعله الزمن، تم استخدامها ببشاعة قبل نحو عامين، مع الفنانة الراحلة آمال فريد حبيبة عبدالحليم حافظ فى فيلم (ليالى الحب).فى فيلم (الأيرلندى) الذى افتتح مهرجان القاهرة السينمائى، إخراج مارتن سكورسيزى، وأبطاله الكبار الثلاثة روبرتودى نيرو وآل باتشينو وجوبيشى، الأحداث تتحرك خلال 40 عاما، كان ينبغى أن يستعين المخرج بنفس نجومه، وباستخدام كاميرا مجهزة تقنيا لتصغير الملامح، وذلك بإزالة ما يشير إلى التقدم فى العمر، مثل تجاعيد أسفل العينين والرقبة والجبهة وغيرها، ضرورة درامية وليست حياتية، النجوم الثلاثة لم يهربوا من أعمارهم، يعيشون عقد السبعينيات، الذى صار يعنى علميا شباب الشيخوخة، على أساس أن الستينيات (طفولة الشيخوخة).قالت لى فاتن حمامة إنها استقلت «تاكسى»، وعندما تحدثت للسائق بصوتها الذى لا تخطؤه الأذن، أيقن أنها فاتن، فأوقف المحرك، وأعاد النظر إليها متحسرا، لم يقل شيئا، ولكن عينيه قالتا كل شىء، ووصلت الرسالة فقالت له: (كلنا هنكبر).فاتن صالحت الزمن، حتى لو كانت فى آخر مسلسل لها (وجه القمر) استعانت بمدير التصوير رمسيس مرزوق، الذى استخدم بعض المرشحات فى تكنيك الإضاءة لإخفاء التجاعيد، كان المقصود ضرورة درامية وليست حياتية، فاتن لم تنعزل أبدا عن الحياة، وشاهدناها وهى تحصل على جائزة تكريم عيد الفن 2014 من المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية السابق، وقبلها بعام كانت فى بيروت تنال دكتوراه شرفية من الجامعة الأمريكية، وتهاجم حكم الإخوان، فى عز سطوتهم.لديكم مثلا نادية لطفى، على عكس رفيقة رحلتها سعاد حسنى، صالحت ملامحها، وتلتقى الجميع فى مقرها داخل (مستشفى المعادى العسكرى)، وتذهب للمرضى تشد من أزرهم وتداعبهم.محاربة الزمن بـ(البوتكس) وأخواته معركة خاسرة، السنوات لا تترك مجرد تجعيدة على الوجه، البصمة تُطبع أولا على قلوبنا ومشاعرنا، أكثر من نجمة دخلت معركة لإيقاف عدوان الأيام ومُنيت بخسارة فادحة، شاهدنا- ولانزال- آثار الهزيمة على وجوههن المشدودة (على سنجة عشرة) ولكن بلا أى تعبير.شيرين سيف النصر حاليا ليست هى بالضبط الصورة التى لاتزال فى الأرشيف وتحفظها الذاكرة، عندما يختفى الفنان سنوات متعاقبة عن الكاميرا يقرأ الناس عند عودته بوضوح أكثر رأى الزمن، يصبح عليه إذا أراد العودة أن يحب أولا ملامحه، قبل أن يألفها ويحبها الجمهور.كل مرحلة يعيشها الممثل تفتح أمامه أبواباً أخرى، عليه فقط أن يعرف مفتاح الباب، ويلقى بعيدا بمفتاحه القديم، ليست المشكلة أن ما تم تداوله هو صورة شيرين أم مكيدة، السؤال: هل شيرين مدركة أنها لم تعد شيرين التى شاهدناها فى آخر إطلالة لها عام 2002؟ إذا كانت الإجابة هى نعم، إذن فلا مشكلة!!.

مشاركة :