ما من إنسان يعيش في هذا العالم الفسيح إلا ويحلم بحاضر ومستقبل زاهرين، ومن الطبيعي جدًا أن نجد أحلام كل واحد منهم تختلف عن أحلام الآخرين بنسب متفاوتة، فأحلام من يعيشون الفقر والفاقة والبطالة تختلف كليًا عن أحلام من يعيش الغنى الفاحش والاستقرار الوظيفي والمالي، ولكن في نهاية المطاف كلاهما يعيشان في الأحلام، قد نجد فقيرًا مؤهلاً أكاديميًا أو مهنيًا يحلم أن يخدم بلده في التخصص الذي تميز فيه، وأن يكون في وظيفة عالية تليق بمكانته العلمية أو المهنية، وهذا ليس ممنوعًا عليه، لا شرعًا ولا قانونًا ولا عرفًا، مادام حقق المرتب العلمية المتميزة، فهناك أشخاص كانوا فقراء بائسين في صغرهم وشبابهم، أصبحوا في كبرهم من كبار التجار وأغنياء في بلدانهم، والكل يشير إليهم بالبنان في الثراء والأعمال الخيّرة التي يقدمونها لمجتمعهم. وهناك أيضا أغنياء حلموا بأن يكونوا أكثر ثراء، فدخلوا في مجازفات تجارية كبيرة، وخسروا جل أموالهم التي جمعوها في سنوات طويلة، وأصبحوا يتمنون لو يرجعوا إلى حالتهم الأولى التي كانوا فيها قبل فقدانهم مكانتهم الاقتصادية التي جمعوها بعد جهد جهيد، فالأشخاص الذين يعيشون بلا أحلام عقلائية واقعية تراهم ينتظرون غيرهم تغيير حياتهم ومعيشتهم وواقعهم الاقتصادي والاجتماعي إلى الأحسن، نجد أنهم يزداد بؤسهم وتتردى أوضاعهم المعيشية وتستاء أحوالهم النفسية والمعنوية مئات المرات عما كانوا فيه. الإسلام يقدر الإنسان الذي يعمل بجد على الارتقاء بواقعه العلمي والمعيشي، ويذم الذي يجعل نفسه عالة على غيره، ويذم الشاب الذي يعتمد في تحسين حياته المعيشية على غيره من دون أن يعمل بنفسه على تغييرها إلى الأفضل، لابد للشباب أن يجتهدوا ويبذلوا كل ما بوسعهم في البحث عن العمل اللائق لهم ، الذي يحفظ لهم كرامتهم الإنسانية ومكانتهم العلمية والاجتماعية. لا شك أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وديوان الخدمة المدنية يتحملان مسؤولية توفير العمل للشباب العاطلين البحرينيين في القطاع الخاص والعام، والمعروف أن ديوان الخدمة المدنية يتحمل توفير العمل لهم في القطاع العام، ووزراة العمل والتنمية الاجتماعية عليها مسؤولية توفير العمل للعاطلين في القطاع الخاص، وليس من المعقول أن يبقى الشاب عاطلاً لسنوات طويلة ومن دون أن يعطى أملاً في التوظيف وفرصة لخدمة وطنه، وأكثر من هذا وذاك يطلب منه الديوان عدم المراجعة والمتابعة معه إذا لم يأتِهِ اتصال منه حتى ولو تجازوت مدة التقديم لطلب الوظيفة سنوات عديدة. لا أحد يختلف في بلدنا الحبيب أن حل مشكلة البطالة تصب في مصلحة الوطن، وأن وجودها ليس في الصالح العام، الكل يعلم التداعيات النفسية والمعنوية الخطيرة لهذا الأمر، نأمل أن تحقق أحلام شبابنا البحريني بجهودهم ومثابرتهم وابداعاتهم في المستقبل القريب.سلمان عبدالله
مشاركة :