حتا: بكر المحاسنة يستضيف محمد خلفان المطيوعي في نهاية كل أسبوع أبناء القبائل من مختلف مناطق الدولة في مجلسه بمنطقة حتا التابعة لدبي، تجسيداً واستمراراً للعادات والتقاليد العريقة التي توارثها من الآباء والأجداد، كجزء من قوة التلاحم والتكافل الاجتماعي التي يتميز بها أبناء القبائل في الإمارات.يقول المطيوعي: «حرص والدي، رحمه الله، منذ القدم على تجمع أبناء القبائل في مجلسه، فهي عادة متوارثة من الأجداد وأحرص عليها منذ عشرات السنين، بحيث يجتمع أبناء القبيلة والقبائل الأخرى في مجلسي للتباحث ومناقشة الكثير من الأمور الحياتية التي تهم أبناء القبيلة، وبعض الأيام يجتمع أبناء القبائل ليتبادلوا الأحاديث الودية، حيث يكون مجلسي وسيلة للتواصل فيما بينهم في الكثير من الأمور، كما يتم في مجلسي في بعض الأيام إقامة الفعاليات والاحتفالات الوطنية والأعياد، وتنظم الأمسيات والمناظرات الشعرية بين عدد من شعراء أبناء القبائل، كما يتم تنظيم بعض عروض الرقصات الشعبية والفنون الشعبية التقليدية الخاصة بالقبائل الإماراتية».ويضيف المطيوعي: في العادة أستقبل ضيوفي في المجلس منذ ساعات الصباح الأولى كل يوم لكن في أيام نهاية الأسبوع تتردد على مجلسي جماهير غفيرة من أبناء القبائل حيث يتم استقبال الضيوف قبل مأدبة الغداء باحتفاء تقليدي، يجسد عراقة وأصالة الضيافة الإماراتية، واحتراماً وتقديراً للضيف.ويؤكد المطيوعي أنه يتوافد لمجلسه الكبار والصغار ليجدوا بين جدرانه الحكمة والتواصل، فهو ملتقى يومي يجمعهم مع جيرانهم وأهلهم وعشيرتهم. ويقول: تجمعنا في كل يوم جمعة هو إحياء للموروث التقليدي الذي توارثناه من الآباء والأجداد، ويضم كافة الأهالي من مختلف أبناء القبائل الموجودة على أرض الإمارات، والكل يحرص على هذه اللقاءات، لكونها واحدة من العادات والتقاليد العريقة التي يتميز بها أهل الإمارات منذ القدم، ودورنا نحن كبار السن أن نزرعها في نفوس الأبناء، لكونها واحدة من صور التكافل الاجتماعي، وصلة الرحم.ويضيف: تهدف عادة التجمع بالمجلس إلى ترابط المجتمع، والحفاظ على التواصل بين الأجيال المختلفة، حيث إن تواجد الأبناء بالمجلس في كافة المناسبات يجعلهم يكتسبون العديد من العادات والتقاليد العربية الأصيلة ويعملون على إحياء هذه العادات والتقاليد في المستقبل. وهذا يجعل من التجمع في المجلس حلقة مهمة للتواصل والترابط الاجتماعي.
مشاركة :