تحول مهرجان ليون للأضواء خلال العقدين الماضيين إلى مرجع عالمي فيما يتعلق بالعروض الفنية الحضرية القصيرة. تكمن قوة المهرجان في الخيارات الجريئة والأفكار الجديدة التي تضخ ضمن عروضه كل عام والتي تغطي كل المجالات، من العروض ذات الانطباعات الشعرية إلى تلك التي تسعى إلى الإبهار. تستهلك الأضواء كمية محددة و محسوبة من الطاقة الكهربائية وبشكل صديق للبيئة و تستخدم أحدث التقنية في عروضها. لكن قوة هذا المهرجان الحقيقية تكمن في كونه مهرجانا تراثيا في المدينة يفتخر به كل سكانها بغض النظر عن أصولهم و أعراقهم. تعكس بعض الأحداث المقامة في ليون روح المدينة و على رأسها هذا المهرجان الجميل والشعبي و ما يحمله من قيم تعكس معاني التآخي و التضامن. و مع ازدياد الأعمال الإبداعية في المهرجان اتسع ليحتضن مشاركات من فنانين من مختلف أرجاء العالم، كما اتسعت جغرافيته ليضم مناطق جديدة من المدينة خصوصا في نسخة عام 2019. وبلغت الأرقام، فقد تضمنت نسخة هذا العام من المهرجان 65 عملا إبداعيا، موزعة على أكثر من 35 مكانا، وما يقارب 140 مشاركا من فئة الطلاب و الشباب، و تعاون 80 شركة و مؤسسة متخصصة في العروض الضوئية. كما شهدت نسخة العام الماضي زيارة 1.8 مليون شخص من مختلف أنحاء العالم خلال أربعة ليال. كما أن ميزانية المهرجان تأتي بالتناصف بين القطاع الحكومي والخاص. يذكر أن مهرجان ليون للأضواء يعود إلى العام 1852، ففي 8 سبتمبر من ذلك العام، كانت سلطات المدينة على وشك تنصيب تمثال مريم العذراء على تلة فورفيير إلا أن هطول الأمطار أجبر المسؤولين على التأجيل. بعد ثلاثة أشهر في 8 ديسمبر ساءت الأحول الجوية مرة أخرى ما أدى إلى تأجيل الحدث مجددا. وفي لحظة ما وقت الغسق قرر سكان ليون تجاهل الطقس و بدأوا عفويا بوضع شموع على حواف نوافذهم ما أدى إلى إضاءة شوارع المدينة، وولد مهرجان ليون للأضواء. أخذ المهرجان أبعادا جديدا في الستينات من القرن الماضي عندما أطلقت مسابقة إضاءة رجال الأعمال متاجرهم. في عام 1989، بدأت مدينة ليون التركيز على استخدام الضوء لتحسين معمارها و تراثها بمزج الضوء مع عملية التطوير الحضري وكان ذلك من خلال إطلاق خطة الإضاءة الحضرية. و هكذا أصبحت ليون مرجعا دوليا في فنون الإضاءة لمختلف المناسبات. ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :