تستضيف صالة «لوري شبيبي» الفنية في دبي معرض «شعر في الحجر»، للنحاتة الأردنية منى السعودي. وتمتد التجربة النحتية للفنانة لأكثر من خمسة عقود أبدعت خلالها الكثير من المنحوتات المفعمة بالجمال والحيوية والتوازن. وتتميّز السعودي بأسلوبها الذي يجمع بين التراث والمعاصرة، وهي واحدة من فنانات النحت القلائل في المنطقة العربية، وتستحوذ على مكانة مهمة في تاريخ الفن المعاصر في المنطقة لإنجازاتها العديدة وأسلوبها الفريد. وعاشت منى السعودي الأحداث العصبية من الاضطرابات المؤلمة في المنطقة، كالحرب الأهلية اللبنانية، وعلى رغم ذلك تبدو منحوتاتها مفعمة بالهدوء والسكينة والسلام. ومن محاور تجربة السعودي الإبداعية، إيجاد تكوينات عضوية تجريدية مفعمة بالحياة، عبر المواد المختلفة، فالنحت بالنسبة لها استكشاف للأشكال وعملية لا محدودة من البحث والتكوين في خضم احتمالات لا متناهية. ومن وحي تعبير «التكوين» في اللغة العربية أطلقت منى السعودي على أول منحوتة حجرية لها اسم «أمومة الأرض» (1965)، وهي تنجذب مراراً في منحوتاتها لأفكار الخصوبة والنمو. ومن أبرز الأعمال المشاركة في معرض السعودي الذي يفتتح في 25 الشهر الجاري، سبعُ منحوتات تعود إلى الفترة بين 2003-2012 وتجسِّد رؤية الفنانة بكل تجلياتها. ولدت السعودي في عمَّان، وأقامت في لبنان، ودرست في باريس، أمها سورية وعائلة أبيها تتحدَّر من جذور حجازية، الأمر الذي كــــان له الأثر الكبــــــير في إثراء مخيلتها وانتمائها إلى الأرض والإنـــسان، والذي يبدو جلياً في اختيارها لموادها، فهي تبتهج باستعمال صخور مختلفة من جميع أنحاء العالم: الديوريت الأسود من سورية، والمرمر مـــن اليمن، والحجر الجيري الــــوردي من الأردن، إلى جانب الحجر الأخضر المميز، والرخام الأردني، والرخام الإيطالي والأميركي الجنوبي، والحجر الأصفر اللبناني، والترافرتين الإيراني، والغرانيت الأفريقي. وثمة جانب مهم آخر في إبداعاتها هو عشقها للشعر الذي يتجسَّد في سبع لوحات أنجزتها خلال الفترة من عام 1976 إلى عام 1980 من وحي عدد من قصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش، حيث جمعتهما صداقة شخصية من بداية سبعينات القرن العشرين، مثل «قصيدة الأرض» و«تلك صورتها وهذا انتحار العاشق» و«نشيد إلى الأخضر»، وخطت عبارات مختارة من تلك القصائد، تبدو كجزء من تكوين لوحاتها.
مشاركة :