حلّ لبنان مشكلة تصدير منتجاته الزراعية الى دول الخليج بافتتاح خط بحري من مرفا طرابلس في شمال البلاد ينقل الشاحنات المبردة عبر عبارات الرورو الى السعودية ومنها تتابع طريقها برا الى دول ومدن المقصد. وبعد إنتظار طويل وحركة قطع طرق إحتجاجية من قبل أصحاب الشاحنات، إنطلقت مساء السبت الماضي أول باخرة محملة بـ 60 شاحنة مبردة وعادية كتجربة أولى بدعم وتعاون بين القطاعين العام والخاص. وهذه التجربة هي الثانية على صعيد النقل البحري، فالأولى بدأت على خط مرفا طرابلس الى تركيا منذ ثلاث سنوات. ويعتبر قطاع التصدير البري هو القطاع الثاني المتضرر بعد السياحة في لبنان بسبب الحرب السورية المستمرة منذ أربع سنوات، وقد تفاقمت حدة الحصار على الصادرات اللبنانية البرية مؤخرا بسبب الأوضاع الأمنية المتردية على الأراضي السورية وقرار الاردن اقفال حدوده البرية مع سوريا قبل نحو ستة أسابيع، علما ان الخط البري هو الاوفر والاسرع للصادرات اللبنانية الى الخليج والعراق لكن مرور الشاحنات عبر مناطق النزاع في سوريا الزامي. وقد سجلت الصادرات اللبنانية عام 2014 الماضي تراجعا نسبته 16% الى 3.3 مليار دولار. ووفقا لاحصاءات رسمية بلغت صادرات لبنان إلى دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من 920 مليون دولار العام الماضي وقرابة 256 مليون دولار إلى العراق. وتحتل السعودية والإمارات والعراق قائمة الدول المستوردة من لبنان الذي صدر برا إلى الأسواق العربية الخضار والفواكه ومواد غذائية ومعلبات وحبوبا ومربيات وآلات ومعدات كهربائية ومواد أولية للصناعات الكيماوية. ويقول المحلل الاقتصادي نسيب غبريل ان معبر نصيب كان الوحيد الذي تصدر من خلاله المنتجات اللبنانية برا وبعد إغلاقه لم يعد هناك من معابر. تتعرض 35% من الصادرات اللبنانية اليوم للخطر. وبحسب نقيب مالكي الشاحنات المبردة في لبنان هناك 900 شاحنة مبردة متوقفة ونحو 290 شاحنة أخرى عالقة في الخارج بين السعودية والكويت والأردن، علما أن نحو 250 شاحنة نقل كانت تجتاز الحدود اللبنانية يوميا في الأوضاع العادية. وفي فترات الركود، انخفض العدد إلى 120 قبل توقف الحركة كليا، باستثناء الرحلات التي تنقل البضائع إلى السوق السورية. ويتحدث العلي عن خسائر بملايين الدولارات ويقول شاحناتنا تنقل إنتاجنا الزراعي وإنتاجنا الصناعي، وهو ما يحرك الاقتصاد اللبناني. واضاف يقبض السائقون راتبا بقيمة 1500 دولار شهريا لتأمين متطلبات عائلاتهم عبر تحريك قطاعات أخرى. كل ذلك توقف الآن.
مشاركة :