توجه ”سيمون 2″، وهو روبوت بشري مزود بميكروفونات وكاميرات ومجموعة من البرامج تمكنه من تمييز المشاعر الإنسانية، إلى محطة الفضاء الدولية. وكان الروبوت بين 2585 كيلوغرامًا من الإمدادات التي حملها صاروخ ”فالكون 9“ الذي طورته شركة ”سبيس إكس“، وكان من المقرر إطلاقه يوم الأربعاء، لكن الرحلة تأجلت بسبب شدة الرياح إلى أمس الخميس. وقال ماتياس بينيوك الذي قاد فريق تطوير الروبوت ”سيمون 2“ لرويترز إن ”الهدف هو إيجاد رفيق حقيقي. العلاقة بين رائد فضاء وسيمون 2 مهمة حقًا… سيحاول أن يفهم ما إذا كان رائد الفضاء حزينًا أم غاضبًا أم مبتهجًا وهكذا“. وبناء على حلول حسابية (خوارزميات) صممتها عملاق تكنولوجيا المعلومات ”إي.بي.إم“ وبيانات من ”سيمون 1″، وهو نموذج أولي متطابق تقريبًا تم إطلاقه في عام 2018، سيكون ”سيمون 2“ أكثر تفاعلًا مع أفراد الطاقم، وسيختبر التقنيات الضرورية للبعثات المستقبلية في الفضاء السحيق، حيث تشكل العزلة لفترات طويلة وتأخير الاتصالات مع الأرض مخاطر على صحة رواد الفضاء العقلية. وبينما تم تصميمه لتقديم يد العون لرواد الفضاء في إجراء تجارب علمية، يتم تدريب الروبوت الذي يتحدث الإنجليزية أيضًا، للمساعدة في تخفيف التفكير الجماعي، وهي ظاهرة سلوكية يمكن فيها دفع مجموعات معزولة من البشر لاتخاذ قرارات غير عقلانية. وقال بينيوك ”التفكير الجماعي أمر خطير حقًا“، وقال إنه في أوقات النزاع أو الخلاف بين رواد الفضاء، فإن أحد أهم مهام ”سيمون 2“ الرئيسة هو أن يكون ”جهة خارجية موضوعية يمكنك التحدث إليها إذا كنت وحيدًا، بل يمكنه أن يساعد على أن تعود المجموعة للتعاون من جديد“. وقال مهندسون إن مفهوم سيمون مستوحى من سلسلة قصص خيال علمي هزلية تدور في الفضاء في أربعينيات القرن الماضي، حيث يقوم روبوت مرهف العواطف على شكل مخ يدعى البروفيسور سيمون بإرشاد رائد فضاء يدعى الكابتن فيوتشر. ويشبه ”سيمون 2“ أيضًا الكمبيوتر هال في فيلم ”2001: أيه سبيس أوديسي“ للمخرج ستانلي كوبريك.
مشاركة :