انطلقت اليوم السبت اعمال مؤتمر الدوحة الدولي للاعاقة والتنمية بمشاركة كويتية ضمن أكثر من 1500 شخص من صناع القرار والأكاديميين والخبراء المختصين من قطر والعالم.وقالت مؤسس المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي الشيخة موزا بنت ناصر في كلمتها الافتتاحية للمؤتمر الذي يقام تحت شعار (حتى لا يترك احد خلف الركب) ان الاعاقة فكرة نمطية تديمها العقلية السائدة والثقافة الاجتماعية اللتان تحددان تعريف ذوي الاعاقة وتؤطران نموذجها بالتصورات الخاطئة.وبينت أن هناك منظورين للإعاقة طبيا واجتماعيا مشيرة الى ان التعامل النمطي يكرس المنظور الطبي الذي يركز على القدرات الحركية او الظاهرة.واضافت الشيخة موزا ان مفهوم الاعاقة نفسه اقتصر على توصيف الاعاقات التقليدية ولم يشتمل على اعاقات اخرى ففي حين كنا نتصدى لقضية الاعاقة اغفلنا الكثير من الناس الذين يتعرضون لظروف قاسية تخرب بنيتهم السيكولوجية لأسباب اسرية او اجتماعية او من جراء عواقب الحروب والنزاعات المسلحة.واوضحت انه "لكي نعالج التمييز بين شخص وآخر على اساس الاعاقة بمفهومها الحالي والسابق امامنا عمل كبير لإصلاح ما ترتب على المفاهيم المغلوطة وما تبعها من اجراءات وتعاملات".واشارت الشيخة موزا الى ان عدد ذوي الاعاقة في العالم قد بلغ مليارا ونصف المليار شخص بما يعادل أكثر من مجموع سكان قارات امريكا الشمالية واوروبا واستراليا بالاضافة الى اليابان "ما يدل على حجم التقصير غير المقبول بحق هذه الاعداد المهولة من البشر الذين اخترنا تصنيفهم معاقين واخترنا لأنفسنا التميز عنهم".وذكرت انه عندما ننظر الى حصة الدول النامية من ذوي الاعاقة والتي تزيد على نسبة 80 في المئة من اجمالي عددهم في العالم "تتضح لنا حقيقة ان نسبة الاعاقة تمثل معيارا لتقدم الدول" مشيرة إلى انه "بات واضحا" حيثما يتراجع التقدم والتحضر والاستقرار تزداد نسبة الاعاقة.وشددت على اهمية ان يتعاون العالم اجمع لابتكار آليات قادرة على وقف الهدر الناجم عن غياب الاستثمار في ذوي الاعاقة وعدم تمكينهم من اداء دورهم التنموي وذلك من خلال التوظيف المهني لهذه الاعداد الكبيرة من المهمشين بدعوى الاعاقة "لا سيما وان بينهم موهوبين جديرين برعاية مواهبهم".من جهتها دعت نائب الامين العام للامم المتحدة امينة محمد في كلمتها الدول إلى بذل مزيد من الجهود لتحسين البيانات المتعلقة بالاشخاص ذوي الاعاقة للاسترشاد بها في الخطط الوطنية الرامية الى دمج الاشخاص ذوي الاعاقة مجتمعيا.وشددت محمد على ضرورة ان تكون قضية دمج الاشخاص ذوي الاعاقة ضمن اولويات الميزانيات الوطنية وضرورة تيسير الوصول للاشخاص ذوي الاعاقة باعتبار ذلك شرطا اساسيا سابقا لدمجهم مجتمعيا.وشهد اليوم الاول من المؤتمر الذي يستمر يومين انعقاد جلسة عامة وجلستين رئيستين واربع جلسات موازية حيث تناولت الجلسات ضرورة الالتزام السياسي للدول بحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة من خلال دفع القادة العالميين لإطلاق تعهدات عالية المستوى تلزمهم بدعم حقوقهم.وناقشت الجلسات آلية فتح مسارات للعمل يمكنها ان تربط بين اتفاقية الامم المتحدة للاشخاص ذوي الاعاقة واهداف الامم المتحدة للتنمية المستدامة وتحقيق الاستفادة القصوى من الاتفاقيات الاممية.وركزت الجلسة العامة على ضرورة تحقيق المساواة الشاملة للجميع فيما تناولت الجلسات الاخرى سياسات التعليم والتوظيف وضرورة مراعاتها لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة الى جانب مناقشة موضوع توفير الرعاية الصحية والرفاه العام والرعاية الصحية الانجابية والبيانات والبحوث في سياق الاعاقة.وألقى المؤتمر الضوء على عدد من قصص النجاح الشخصية لأشخاص من ذوي الاعاقة من داخل وخارج قطر وقد رويت هذه القصص على لسان ابطالها لتؤكد على قدرة الاشخاص ذوي الاعاقة على التفوق والنجاح واستحقاقهم للحصول على المساواة الكاملة في جميع المجالات اسوة بغيرهم وهي القناعة التي يؤمن بها المؤتمر ويهدف الى نشرها وترسيخها.ويحظى المؤتمر الذي يستمر يومين باهتمام اممي واسع حيث ينتظر ان يصدر عنه (اعلان الدوحة) الذي سيمثل خريطة طريق لحكومات العالم تساعدها في تعزيز حقوق ما يقارب 5ر1 مليار شخص من ذوي الاعاقة من خلال مراعاة حقوقهم في خطط التنمية المستدامة.وتشارك الكويت في المؤتمر ممثلة بمدير ادارة التخطيط والبحوث بالهيئة العامة لشؤون ذوي الاعاقة الخنساء الحسيني ومراقب القياس والتقويم للتعليم النوعي بادارة التقويم وضبط جودة التعليم بقطاع البحوث التربوية بوزارة التربية ورئيس فريق تقويم وثيقة المعايير الوطنية لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة الدكتورة مريم المرزوقي.كما تضم المشاركة الكويتية الاستاذ المشارك في قسم المناهج وطرق التدريس بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وكبير اختصاصي فريق تقويم المعايير الوطنية لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة الدكتورة منال الديحاني ورئيس مجلس ادارة الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم آمال الساير.
مشاركة :