النفط ... مشكلة نفوس ونفوذ | مقالات

  • 5/19/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نزار العدساني... لم يختلف عليه أحد عندما تم تعيينه في أعلى الهرم وأخذ الثقة الكاملة لذلك، والكل تفاءل بوجوده خاصة من أهل الاختصاص، وهذا أمر في غاية الأهمية خاصة بقطاع حيوي مثل النفط، ومن الطبيعي ألا يستطيع أن يعمل من دون وجود فريق متجانس بعيداً من المهارات السياسية والمصالح الضيقة والضغوط الخارجية، والقطاع النفطي يحتاج استقراراً وليس من المصلحة أن يتم التغيير فيه كلما جاء وزير جديد بعمر وزارة جدا قصير!، لماذا هذه التغييرات إذا كانت هناك دماء جديدة لم تستكمل مشروعها التطويري كما نسمع عنه في هذه الأيام من تغييرات قادمة. لدينا في القطاع النفطي الكثير من الكفاءات الكويتية التي بودها أن تقدم لبلدها، بل بودها أن تكون مؤسسة البترول مثل المؤسسات العالمية -وهي قادرة على ذلك- لو أعطيت لها الفرصة الكاملة، لماذا لا نشاهد نموذج شركة «أرامكو» السعودية التي يشار إليها بالبنان وبكفاءتها في الإدارة وما الذي ينقصنا لنكون مثلها؟ وكم هو مؤسف أن تسمع حديث الناس في هذه الأيام، من خلال الكتابات والقنوات والمجالس والدواوين وفي الدوائر الحكومية المختلفة من يتحدث عن المصلحة الشخصية والوصول إلى المراكز والمجالس والهيئات القيادية بشكل ممجوج وفج وتقديمها على مصلحة الوطن!، ويطالب بحقه دون أن يُعطي، هذه هي الحال في هذه الأيام مع الأسف والكل أو الأغلب يفكر بذاته سواء من أفراد أو كتل سياسية مريضة ولا نسمع أحدا يتحدث عن ذات الوطن. وهؤلاء الذين يقدمون المصالح الشخصية على مصلحة الوطن تجدهم يستخدمون مختلف الأساليب في سبيل الوصول لأهدافهم وغاياتهم غير النبيلة عبر تنفيذ أجندات الآخرين أو أي وسيلة، وحتى تجد بعضهم يستمتع بأن يكون مطيعا للآخرين لكي ينفذوا أجنداتهم فيستخدم في هذه المهمة وكأنه أجير لديهم. كم هو مؤسف أن تجد أناسا من أبناء هذا الوطن يمتلكون ابتسامة صفراء وفي الوقت نفسه قلوبهم تصبح سوداء إذا مست مصالحهم الشخصية الضيقة، ودون أي اعتبار لضمائرهم، تعودت على الواسطة والمحسوبية ودائماً ما تحب التجاوز على القانون من أجل أن تنتفع... والوطن هو الذي يئن ويصرخ ألماً من أفعالهم... وإذا شاهدت هذه المناظر فاعلم بأننا في أمس الحاجة إلى أصحاب الضمائر، وهم كُثر ولكن يحتاجون الفرصة. صراع المناصب... هو ليس أول ولا آخر صراعات الأطراف المتخاصمة بالكويت، فنحن منذ سنوات نعيش في أزمات سياسية كلفت الوطن الكثير من الوقت والجهد والمال، حتى تأخرنا عن الركب، ومن مميزات الصراعات السياسية أنها تكون كمجسمات استشعار لأماكن الخلل في المجتمع، بحيث تستطيع المجتمعات الواعية معرفة إيجابياتها وأماكن ضعفها، وفي الكويت في العادة تكون الصراعات السياسية من الخصومة الشخصية الصرفة، وهناك أجهزة إعلام تذكي هذه الصراعات بين الحين والآخر من أجل مصالح آنية ضيقة وتشفٍ وانتقام سياسي، والنتيجة طعنة في خاصرة الوطن الذي يئن منذ سنوات دون استشعار من المتخاصمين. وأنا على يقين أن أكثر مشاريع النفط بالكويت مرت بالطرق والقنوات القانونية، لأن من يعمل بالنفط هم رجال ونساء يشهد لهم بالكفاءة والنزاهة، وأن مصلحة الكويت جعلوها نصب أعينهم قبل كل شيء وهذا واضح من خلال إنجازاتهم التي تشهد لهم، ولكن مع كل أسف بعض الوسائل لم ترحمهم وقامت بالهجوم الشرس عليهم، بل شوهت صورهم وصور أقربائهم! أعتقد أن المشكلة بالنفط ليست إدارية، وإنما هي مشكلة نفوس ومصالح ونفوذ... وللعلم مازال هناك متسع من الوقت للإصلاح وإطلاق يد أصحاب الكفاءة والنزاهة من رجال ونساء وإلا فمصيرنا إلى التخلف ومستقبل مجهول. akandary@gmail.com

مشاركة :