مدريد - أ ف ب - بعد الإحباط الذي أصاب برشلونة في الموسم الماضي لخروجه خالي الوفاض، عاد الفريق «الكاتالوني» إلى معانقة المجد من جديد وتوّج بطلاً للدوري الاسباني لكرة القدم، للمرة الـ 23 في تاريخه، بفوزه على مضيفه اتلتيكو مدريد بطل الموسم الماضي 1- صفر في المرحلة الـ 37 قبل الأخيرة. وقد تمكن الارجنتيني ليونيل ميسي من حسم اللقب ومنح مدربه لويس إنريكي تتويجه الأول كمدرب بتسجيله هدف الفوز الوحيد (65) الذي كان حاسماً لان ريال مدريد تمكن من استعادة توازنه من دون مدربه الموقوف الايطالي كارلوس انشيلوتي وتناسى تنازله عن لقب دوري أبطال أوروبا بخروجه من نصف النهائي على يد يوفنتوس الايطالي، بفوزه على اسبانيول خارج قواعده 4-1 بفضل ثلاثية لنجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو (59 و83 و90) الذي رفع رصيده الى 45 هدفاً في صدارة الهدافين، فيما كان البرازيلي مارسيلو (79) صاحب الهدف الآخر، والاوروغوياني كريستيان ستواني (73) صاحب هدف المضيف. ورفع برشلونة رصيده في الصدارة إلى 93 نقطة مقابل 89 لريال مدريد قبل جولة على الختام. ولم يتوقع الكثيرون ان يصل برشلونة، في نهاية الموسم الحالي الى الموقع المتواجد فيه حالياً بعد الأزمة التي عاشها والعقوبة التي فرضت عليه والعلاقة المتوترة التي شابت العلاقة بين إنريكي وميسي. كل هذه المشاكل أصبحت طيّ النسيان بعد ان أصبح النادي «الكاتالوني» على بعد 180 دقيقة فقط من احراز الثلاثية التي تبدو في متناوله تماماً قياساً على المستوى الرائع الذي يخوله تخطي عقبة يوفنتوس في نهائي دوري الأبطال 6 يونيو المقبل في برلين، واتلتيك بلباو في نهائي الكأس المحلية في 30 الجاري في «كامب نو». وقد اكد برشلونة بقيادة لاعب وسطه السابق انريكي انه قادر هذا الموسم على الارتقاء الى مستوى التحديات بغض النظر عن حجمها وظهر ذلك جلياً امام اتلتيكو مدريد حيث تمكن من حسم اللقب في معقل نادي العاصمة، ليثأر من رجال المدرب الارجنتيني دييغو سيميوني الذين توجوا باللقب الموسم الماضي في معقل النادي «الكاتالوني». ومن المؤكد ان ميسي طوى الخيبة التي اختبرها الموسم الماضي حين خرج بخفيّ حنين مع ناديه ومنتخب بلاده واستعاد عاداته القديمة كرجل المناسبات الكبيرة. لكن الأمور لم تكن «وردية» تماماً في هذا الموسم أيضاً اذ واجه ميسي بعض المشاكل مع إنريكي الذي قرر ابقاء النجم الارجنتيني والبرازيلي نيمار على مقاعد الاحتياط في المباراة الأولى من عام 2015 بعد عودتهما متأخرين من عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، فدفع النادي «الكاتالوني» الثمن بخسارته امام ريال سوسييداد صفر-1. ولم يكن ميسي راضياً بتاتاً على قرار انريكي فقرر التغيب في اليوم التالي عن التمارين المفتوحة امام الجمهور ثم ازدادت مشاكل النادي بعد ان قررت الادارة وفي اليوم ذاته إقالة المدير الرياضي الحارس الدولي السابق اندوني زوبيزاريتا ثم لحق به الدولي السابق كارليس بويول الذي قرر الاستقالة من منصبه كمساعد في الادارة الرياضية للفريق. ورحيل بويول لم يكن له الوقع نفسه الذي خلفه زوبيزاريتا اذ جاء على خلفية أزمة رياضية داخلية بعد تأكيد محكمة التحكيم الرياضي عقوبة حرمان برشلونة من ضم لاعبين جدد، اذ رفضت استئناف الأخير وأكدت حرمانه من التعاقدات حتى يناير 2016 على خلفية مخالفته لعقود اللاعبين القاصرين. وكان من المنتظر ان تتأثر نتائج الفريق في أرض الملعب بالمشاكل الادارية التي بدأت مع فضيحة صفقة انتقال نيمار من سانتوس والتي تسببت باستقالة رئيس النادي ساندرو روسيل، بيد ان ذلك لم يحصل اذ تمكن برشلونة في المباراة التي تلت خسارته امام سوسييداد، من تقديم عرض رائع امام اتلتيكو (3-1) الذي كان نقطة الانطلاق الحقيقي لموسم رجال إنريكي الذين مروا به أيضاً في ربع نهائي الكأس (1- صفر ذهاباً و3-2 إياباً) وصولاً الى مباراة ملعب «فيسنتي كالديرون» التي حقق فيها برشلونة فوزه الـ 29 في آخر 32 مباراة. والتغيير الأكبر كان من ناحية ميسي لأنه وبعد تلك المباراة امام سوسييداد وبعد مشاهدته لغريمه رونالدو يتوّج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، انتفض النجم الارجنتيني واستعاد المستوى الذي جعل منه أفضل لاعب من 2009 حتى 2012. واذا كان تألق ميسي بأهدافه الـ 54 وتمريراته الحاسمة الـ 30 لعب دوراً مهماً جداً في وصول برشلونة الى الموقع المتواجد فيه حالياً، فهناك أيضاً لاعبان آخران لعبا أكثر من دور المكمل للنجم الارجنتيني ومتمثلان بنيمار والاوروغوياني لويس سواريز الذي لمع في دور المساند منذ العام الجديد بعد تأقلمه مع الفريق واستعادته لكامل نشاطه اثر ابتعاده عن الملاعب 4 أشهر بسبب عضّه الايطالي جورجو كيليني خلال مباراة بلادهما في مونديال البرازيل 2014. ومن المؤكد ان سواريز ساهم في تألق ميسي لأنه سمح للارجنتيني بالحصول على المزيد من حرية التحرك والعودة الى منتصف الملعب للانطلاق بالهجمات، كما اعطى برشلونة بعداً هجومياً مختلفاً وحرر نيمار في طريقه أيضاً ما جعل برشلونة ماكينة هجومية ضاربة بقيادة هذا الثلاثي الرهيب والمرعب. من جانبه، اكد النجم نيمار هذا الموسم تأقلمه التام مع رفاقه في «كامب نو» بعد الموسم الأول العادي الذي قضاه في أسبانيا، وهو ترجم ذلك بالأهداف الـ 37 التي سجلها حتى الآن، وهو أمر عجز عنه لاعبون مثل الكاميروني صامويل ايتو والبرازيلي ريفالدو والفرنسي تييري هنري الذين لم يصلوا الى هذا العدد من الأهداف خلال موسم واحد مع برشلونة. وبالعودة الى نتائج المرحلة، فقد تعادل فالنسيا الرابع مع ضيفه سلتا فيغو 1-1، وفاز اشبيلية الخامس على ضيفه الجريح الميريا المهدد بالهبوط 2-1، وخسر ملقة امام مضيفه فياريال 1-2، وفاز اتلتيك بلباو على مضيفه التشي 3-2. في صراع البقاء، عزز غرناطة حظوظه بمواصلة المشوار بين الكبار بفوزه الثمين خارج قواعده على ريال سوسييداد 3- صفر، وتعادل ايبار مع مضيفه خيتافي 1-1، وفاز رايو فايكانو على قرطبة الهابط 2-1. وهنا ترتيب فرق الصدارة: 1- برشلونة 93 نقطة، 2- ريال مدريد 89، 3- اتلتيكو مدريد 77، 4- فالنسيا 74، 5- اشبيلية 73. الصحف الإسبانية: «ليو ... استعاد العرش» مدريد - د ب أ - ربطت الصحافة الإسبانية الصادرة أمس، النجاح الذي حققه برشلونة بالتتويج بلقب الدوري بشكل أساسي بالنجم ليونيل ميسي. وقالت «ماركا»: «إنه دوري ميسي. لقد كان لقباً مستحقاً وميسي استعاد العرش». بدورها ذكرت «أ س»: «برشلونة حسم البطولة على ملعب كالديرون بلمسة لؤلؤية أخرى من ميسي الذي سجل مجدداً أحد أهدافه السحرية». من جانبها، سلطت الصحافة الكاتالونية الأضواء على النجم الأرجنتيني، حيث قالت صحيفة «سبورت»: «هذه البطولة تؤكد سطوة ميسي الأبدية».وأضافت: «الفضل يعود للجميع ولكن النجم الأرجنتيني كان صاحب دور البطولة داخل الملعب وداخل غرفة خلع الملابس كان حاسماً من أجل أن يعود الفريق إلى طريق الألقاب. من دون ليو كان الأمر سيختلف أو كان ليصبح مستحيلاً. برشلونة يدور في فلكه.إنه لاعب حاسم لا غنى عنه». أما «موندو ديبورتيفو» فأشارت إلى أن ميسي قاد فريقاً استثنائياً داخل الملعب، فيما وصفت «ال بايس» اللاعب الأرجنتيني بـ «الفريد في العالم»، وأضافت: «عودة ميسي كانت مدهشة بعد موسم مؤلم انتهى مع ختام المونديال». وأشادت «الموندو» ببرشلونة الذي أصبح على مشارف عهد جديد من التألق، كما ألمحت إلى أنه قد يختتم الموسم بحصد لقبين آخرين: دوري الأبطال وكأس الملك.
مشاركة :