تتجه أنظار أفريقيا وسائر قارات العالم إلى البوابة الجنوبية لمصر، حيث تقع مدينة أسوان "جوهرة النيل"، لتتابع على مدى الأربعاء والخميس المقبلين فعاليات النسخة الأولى "لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة"، الذى يعقد تحت رعاية وبرئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الاتحاد الأفريقى فى دورته الحالية .تحقيق سلام دائم فى القارة لا يمكن تصوره دون علاج للمشاكل المعقدة المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية التى تعرقل تقدم المجتمعات المعاصرة، ولا يمكن اعتبار السلام مجرد حالة غياب للنزاعات فيما يموت ملايين الأفارقة سنويا من الجوع والمرض والفقر.ولذلك، فإن المنتدى يعنى بمفهوم وتطبيق السلام من ناحية والتنمية المستدامة من ناحية أخرى، مستهدفا وضع الآليات والإجراءات ذات الصلة موضع التنفيذ للوصول إلى الأهداف المنشودة والمرجوة التي حملتها مصر على عاتقها منذ توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي فى شهر يناير الماضى .ويوفر المنتدى منصة إقليمية وقارية، يجتمع فيها قادة السياسة والفكر والرأي وصناع السلام وشركاء التنمية فى حوار دائم وتفاعل متواصل بينهم لربط السلام بتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما يعمل على تشجيع وتحفيز مؤسسات التمويل الدولية لمساعدة وتمويل مشروعات التنمية في القارة، ويجذب الاستثمارات إليها، ويعزز استثمار مواردها المتعددة ويحولها إلى قيمة مضافة بالتوازي مع تطوير البنية التحتية بها، مما يمهد لتحقيق التنمية المستدامة .ويشارك فى أعمال المنتدى العديد من قادة أفريقيا والعالم، ورؤساء الحكومات إلى جانب ممثلى الهيئات الدولية وكبار المسئولين الأوربيين، لبحث قضايا السلم والتنمية فى القارة، ولفتح آفاق جديدة نحو تحقيق السلام والتنمية المستدامة فى ضوء تزايد وجود التنظيمات الإرهابية واستراتيجيات مواجهتها.ويتضمن المنتدى ضمن فعالياته، عقد ورشة عمل بعنوان "إسكات البنادق فى أفريقيا"، فضلا عن عقد اجتماع المجلس الاستشارى الدولى للمنتدى الذى من المتوقع أن يعلن عن دورية انعقاده بصفة سنوية، ويتضمن برنامج عمل المنتدى فى يومه الأول عقد جلسة صباحية بعنوان "أفريقيا التى نريدها"، حيث يتم طرح موضوع استدامة السلام والأمن والتنمية من خلال حوار مع قادة القارة، إلى جانب توجيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش رسالة للمنتدى.كما يعقد المنتدى جلسات عمل تتناول موضوعات، نحو إطار إقليمى للتعاون وتحقيق السلام والأمن والتنمية فى منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، أسباب عدم تحقيق السلام والتنمية المستدامين حتى الآن فى منطقة الساحل، استدامة السلام : السياسات والمؤسسات والشركات، وبناء الدول بعد هزيمة الجماعات الإرهابية .وتدور مناقشات اليوم الثانى والأخير من أيام أعمال المنتدى، حول موضوعات تعزيز دور المرأة فى تحقيق السلام والأمن والتنمية، النزوح القسرى فى أفريقيا، تعزيز شراكة أفريقيا مع العالم، أمن الطاقة فى أفريقيا، دور التمويل الرقمى والشمول المالى فى استدامة التنمية والسلام، وتمويل التعافى الاقتصادى بعد النزاعات، ويتم خلال الجلسة الختامية للمنتدى إطلاق "إعلان أسوان"، الذى يستعرض ملامح دولة السلام والتنمية المستدامة .أسوان "عاصمة الشباب الأفريقى"، كما أعلنها الرئيس السيسى فى مطلع تولى مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقى، أوشكت على الانتهاء من خطتها الطموحة التى تبنتها استعدادا لاستقبال ضيوف "منتدى السلام والتنمية المستدامة"، حيث تجملت المدينة، وتم الانتهاء من تطوير كافة مرافقها العامة، تقوية شبكة الاتصالات والإنترنت، تجديد ميدان العقاد حتى طريق الكورنيش بطول 20 كيلومترا، رفع كفاءة الحدائق والإنارة، وتزيين الشوارع بلوحات جدارية مبدعة وبأعلام الدول المشاركة فى المنتدى وتعليق لافتات الترحيب بالضيوف والانتهاء من تجهيز المناطق والمواقع الأثرية وتهيئة المعابد والمعالم السياحية لاستقبال الضيوف .
مشاركة :