بعد شهر على حادث غرق مأساوي أقر الاتحاد الأوروبي عملية بحرية غير مسبوقة، تقضي بنشر سفن حربية وطائرات مراقبة تابعة للجيوش الأوروبية قبالة سواحل ليبيا، التي باتت المركز الرئيس لحركة تهريب المهاجرين إلا أن العملية بانتظار الضوء الأخضر من مجلس الأمن، فيما حذر الحلف الأطلسي ناتو من احتمال أن يندس إرهابيون بين المهاجرين غير الشرعيين للذهاب إلى أوروبا. تقضي المهمة التي أطلقها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ28، بعد اجتماع مع وزراء الدفاع في بروكسل، ولن يتم إطلاقها فعلياً إلا في يونيو المقبل. بتعقب السفن التي يستخدمها مهربو المهاجرين المسلحون لجر المراكب المتهالكة المحملة بمئات المهاجرين إلى عرض البحر قبل أن يتخلى المهربون عنهم ويتركونهم لمصيرهم، كما تقضي المهمة بمنع المهربين لاحقاً من استعادة المراكب، بعدما لم يترددوا في فتح النار على خفر السواحل الإيطالية لاسترجاع هذه المراكب. ووعدت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا حتى الآن بتوفير سفن، فيما ستؤمن بولندا وسلوفينيا طائرات مراقبة أو مروحيات، بحسب مصادر دبلوماسية. تفكيك الشبكات وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، خلال الاجتماع، إن العملية ستسمح بتفكيك الشبكات التي تقوم بالإتجار بالبشر في البحر المتوسط وكسر أنشطة المهربين، وأكدت موغيريني أنه من غير المطروح القيام بعمليات عسكرية على الأراضي الليبية. وتقضي المهمة أولاً بمهاجمة السفن التي يستخدمها مهربو المهاجرين المسلحون لجر المراكب المتهالكة المحملة بمئات المهاجرين إلى عرض البحر قبل أن يتركوها تائهة في المياه، كما تقضي المهمة بمنع المهربين لاحقاً من استعادة المراكب التي يتم ضبطها، تفاؤل وسيكون من الممكن الشروع على الفور بتشديد المراقبة على السواحل وشبكات تهريب المهاجرين واعتراض سفن لا تحمل علم أي بلد قبل الحصول على قاعدة قانونية دولية لذلك، غير أن ذلك ينتظر ضوء أخضر من مجلس الأمن. إلى ذلك، حذر الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الاثنين من احتمال أن يندس إرهابيون بين المهاجرين غير الشرعيين، الذين ينطلقون من السواحل الليبية في مراكب متهالكة لعبور المتوسط. وقال ستولتنبرغ إنها مأساة إنسانية، هناك أشخاص يقضون وهم يحاولون عبور المتوسط مؤكداً أن الحلف الأطلسي يسعى لمعالجة جذور مشكلة (الهجرة غير الشرعية)، من خلال العمل مع شركاء سواء في الشرق الأوسط أو في شمال أفريقيا لمساعدتهم على زيادة قدراتهم وإحلال الاستقرار. من جهتها، أعلنت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا رفضها للعملية البحرية الأوروبية اذا جرى تطبيقها من دون تنسيق معها. وقال الناطق باسم الحكومة حاتم العريبي إن اي تعامل عسكري مع مسالة الهجرة غير الشرعية ينبغي ان يكون بالتعاون مع السلطات الليبية المختصة، مضيفا: لن ترضى الحكومة باي خرق للسيادة الليبية. مناشدة في الأثناء، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، دولاً في جنوب آسيا، إنقاذ المهاجرين غير النظاميين العالقين على مراكب المهربين، في مياه بحر أندامان ومضيق مالاكا، جنوب القارة. وطبقاً لبيان صادر عن مكتب الناطق باسم الأمين العام، فقد أعرب بان عن قلقه المتزايد إزاء وضع المهاجرين المحاصرين في هذه المنطقة.
مشاركة :