ظاهرة التسويق الهرمي تعود مجددً­ا عبر «قطار الأحلام»

  • 5/19/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عادت ظاهرة التسويق الشبكي او الهرمي للظهور مجدداً، تستهدف هذه المرة فئة طلاب في جامعات خاصة وموظفين محدودي الدخل عبر ايهامهم بالحصول على مميزات عديدة كالأموال الطائلة، المنازل الفخمة، والسيارات الفارهة من نوع فيراري. كل ما يتطلبه الأمر بزعم مروجي التسويق الشبكي او الهرمي، هو دفع قيمة تذكرة ركوب قطار الأحلام والتي تبلغ 50 ديناراً، لحجز مقعد للشخص الواحد لتحقيق أحلامك! وفي رصدها لعدد من ضحايا هذا النوع الجديد من التسويق الهرمي، قال عدد من الطالبات الجامعيات لـ الأيام أن المسوقين لفكرة قطار الأحلام هم أصلاً طلبة معروفون في جامعاتهم على وشك التخرج، يقومون بالترويج لهذه الأفكار، وايهام الطلاب بالحصول على العديد من المميزات عبر عقدهم لاجتماعات خارجية تكون في مقاهي ومطاعم معروفة. وأعربت الطالبات عن استغرابهن من دخول عدد كبير من الطلاب والطالبات والموظفين محدودي الدخل في هذا النوع من الاستثمار الوهمي، راضخين لضغوط المسوقين لدفع رسوم التكلفة والتي سميت بقطار الاحلام، كما أوضحن بأن المسوقين طلبوا منهن عدم افشاء هذا الأمر الى أي أحد في حالة عدم اقتناعهم بالفكرة. وأكدت الطالبات أنه تم استدراجهن لحضور ندوة عن موضوع الاستثمار في الطاقة الشمسية، وقد حضر الاجتماع عدد كبير من الطلبة الجامعيين، حيث قامت مسوقة بشرح كيفية حصولها على فوائد هذه الفكرة الاستثمارية، مقدمة لهم النصح في ضرورة دخولهم في هذا الاستثمار الذي سيجلب لهم أموالاً طائلة. فيما أكد 3 إخوة صحة ما سردنه الطالبات من قصة المسوقين لمشروع قطار الأحلام، حيث اوضحوا بأنهم تعرضوا لنفس عملية الاقناع من قبل عدد من المسوقين وبنفس المميزات والأفكار، الا ان موضوع الشركة اختلف من الاستثمار بـ الطاقة الشمسية الى الاستثمار بـ الصفائح الكهربائية. وقال الأخ الأكبر الذي رفض الافصاح عن هويته: أبلغني أحد المتقاعدين من شركة كبرى أنه عليّ رفع دخلي الشهري من خلال الاستثمار في شركة تتاجر بالصفائح الكهربائية، وبما أنني أرتبط بعلاقة قوية معه لم أتردد وحضرت الاجتماع في أحد المجمعات التجارية لمدة ساعتين في مساء أحد الأيام، ولم يكن هناك رئيس للاجتماع، فقد كان مندوبو الشركة أكثر من 6 أشخاص كل منهم يملك حاسوبه المحمول ويحتفظ بتخطيط للعملية الاستثمارية وكيفية الربح الشهري الذي قد يصل إلى 2000 دولار. وأشار الأخ الأكبر إلى أن شهادة أحد المستفيدين من الشركة لم تقنعه، موضحاً أنه صرّح بالحصول على 400 دينار شهرياً قابلة للزيادة في حال توسع السلسلة ودخول مستثمرين آخرين فيها، مبيناً أن المندوبين حاولوا إقناع المستثمرين عن طريق شهادة أحد أصدقائهم ومعارفهم. وبيّن الأخ الأكبر أن قيمة الصفيحة الواحدة 50 دينارا فقط لاستقطاب حتى محدودي الدخل عن طريق إغرائهم بالعوائد المادية الكبيرة المتوقعة، وذلك حسبما أوضح كبير المندوبين في الشركة، وخصوصاً عندما كرر عبارة أن الشركة لا تخسر؛ لأن جميع دول العالم تستهلك الكهرباء، وأن الصفيحة تجلب صفائح وبذلك يزداد ربح المستثمر. وأضاف: يطلب منك المندوب حجز موقعك ويحاول إقناعك بسرعة الدفع، إذ يوهمك أنه عليك اتخاذ القرار حالاً، فعندما تحجز مقعدك ستكون ضمن سلسلة، ومن يسجل بعدك سينفعك قبل أن يحجز أي مستثمر آخر المقعد، ويتضح من الرسم الموجود في جهازه المحمول وجود بعض الشواغر في مربعات رسمها بنفسه، ويحاول إقناعك أن الموقع الشاغر هذا أفضل من غيره؛ لأنه محاط بالمستثمرين. وأوضح الأخ الأكبر أن المندوب طلب منه إقناع أهله بالاستثمار في الصفائح الكهربائية، وفعلاً طلب من أخويه الحضور، فوافق الأخ الأوسط واعتذر الأصغر لانشغاله. بدوره، قال الشقيق الأوسط في سرده لما حصل: حضرت الاجتماع متأخراً وشرح لي المندوب طريقة الاستثمار التي تتلخص في المتاجرة بالصفائح الكهربائية، وقال إن الضمان هو عدم استغناء العالم فقيراً وغنياً عن الكهرباء وأن الربح مضمون بكل الأحوال، منوهاً إلى أن الشركة عالمية وتمتلك أكثر من فرع، وأن الفرع الإقليمي في دبي وأن المندوب سيسافر إلى دبي صباح غد لمناقشة المسؤولين في بعض الأمور وتحسين البيئة لجذب المستثمرين الصغار. واستغرب الشقيق الأوسط من استمرار ذكر كبير المندوبين لطلبه من الشركة توفير سيارة فيراري بين ثنايا الحديث، مضيفاً: حاولت إظهار جهلي التام بالعملية الاستثمارية المزعومة وبلع المندوبين الطعم وخصوصاً كبيرهم الذي لم يترك لحظة صمت إلا وتحدث عن سيارة الفيراري. وأضاف الشقيق الأوسط: حاول المندوب إقناعي بعدم وجود مكتب دائم رغم ضخامة الشركة بقوله إن المقر غير عملي وأن المندوبين يتنقلون بأجهزتهم في كل مكان لشرح العملية لكل مجموعة، وأنهم مشغولون يومياً وجدولهم مزدحم بالمواعيد. وبين الشقيق الأسط أنه لم يقتنع من شرح المندوبين للعملية الاستثمارية واستشعر وهم المسألة أكثر من صدقها، مضيفاً: رغم عدد الحضور الذي فاق 30 شخصاً وربما أكثر بقليل إلا أن الوضع بدا مريباً بالرغم من وجود وجوه معروفة في المجتمع، إذ حضر كبير المندوبين مع زوجته لمزيد من الإقناع وأحد المستثمرين مع ابنته، إلا أنني خرجت من الاجتماع من دون اقتناع. أما الشقيق الأصغر فذكر بأنه قرر عدم الخوض في الموضوع خصوصاً وأن شقيقه أعطاه ملاحظاته التي تركزت على ضعف الإقناع لدى المندوبين ومحاولتهم الضغط على المستثمرين بسرعة حجز المقعد لزيادة الدخل الشهري. واستطرد الشقيق الأصغر بالقول: استفسر شقيقي عن الضمانات وعمّا إذا كانت الشركة مسجلة الا انه لم يحصل على إجابات مقنعة، فقررت تجاهل الموضوع رغم عدم اقتناعي منذ البداية، وبعد كل ذلك ازدادت قناعتي بعدم جدوى الاستثمار مع شركة تبدو وهمية.

مشاركة :