قال طارق عامر، محافظ البنك المركزي، إن الأحداث السياسية في المنطقة تؤثر على عمل البنوك المركزية في ظل الترابط الشديد بين الجانبين، موضحا أن الاقتصاد المصري يتأثر كثيرا بالأحداث في المنطقة بالنظر إلى وجود ملايين المصريين يعملون بهذه الدول خاصة في السعودية والإمارات.وأضاف عامر خلال كلمته بالمؤتمر المصرفى العربى، اليوم الأحد، أن التأثير المباشر للأمور السياسية تجسد في عدة فترات ودول مثل ما شهدته مصر في السنوات الأولى من العقد الحالي، وانعكست الاضطرابات على المؤشرات الاقتصادية وأدت إلى خسارة ثقة المستثمرين المحليين والدوليين.وأوضح أن عجز الموازنة وصل إلى 16% كما أن مؤشرات ميزان المدفوعات ومؤشرات الاستثمار تراجعت بشكل كبير، لافتا إلى أن الأحداث بداية من 2011 تتطلب التقييم بدقة حتى يتم تحقيق دروس مستفادة منها.وأضاف محافظ البنك المركزي أن ردود الفعل على السياسة المالية والنقدية كانت صادمة وحدث تجمد في الأوضاع وانفلات للسياسة المالية، وانفجرت موجات من التضخم، كما أن السياسة النقدية لم تستطع استيعاب الأحداث والصدمة وانعكس ذلك على أسعار الصرف والفائدة، وهو ما أفقد الدولة الاحتياطي النقدي بسبب رغبتها في الحفاظ على مستويات الأسعار.ونوه بأن الدرس المستفاد من هذا الأمر هو أن تكون السياسة النقدية مرنة حتى تتواكب مع هذه التطورات، وهو ما أدى إلى تغير دور البنك المركزي بعد التعويم وتم تحرير سعر العملة المحلية لاستعادة الأمن المالي للدولة وزيادة الاحتياطي النقدي الأجنبي لمستويات غير مسبوقة.
مشاركة :