فنانة مصرية تخصصت في تقديم الأغاني التراثية والفلكلور المصري فقط بكل أنواعه، كان لنشأتها في بيئة بدوية لأب بدوي وأم صعيدية الفضل في إتقان الأغاني الفلكلورية، فقد كانت تسمع أغاني الزجل منذ صغرها، كالغناء للطير، والغراب، ومولد الصبي، وأغاني الأفراح، والأغاني الحزينة عند الوفاة.أصرت الفنانة هند الراوي الفوكال الرئيسي في فرقة «أورانج بلوسوم» الفرنسية، ومطربة فيلم «الفيل الأزرق» في تسليط الضوء على هذا الفن المهمش من خلال فنها فالكثير يعرفون الأغاني الفلاحي أو الصعيدي ولكن باقي أنواع الفلكلور المصري مهمشة كأغاني البدو أو أغاني سيوة، أو أغاني النوبة، أو أغاني الجعافرة وهم قبيلة نازحة من شبه الجزيرة العربية، كما أوضحت خلال استضافتها في «صدى البلد».واجهت هند صعوبة في تحقيق حلمها، خاصة أن والدها البدوي متمسك بقيم العائلة كالانفتاح والخروج من المنزل للفتيات، فحتى الأفراح كان يتم تقسيم الموجودين إلى رجال ونساء كلهم على حدا، ولكنه اقتنع بقوة صوتها الأصيل هي وأختها الصغرى سارة الراوي ودعمهم فيما يقدمونه من فن تراثي أصيل.بدأت هند مشوارها الفني بغنائها للأغاني الكلاسيك القديمة كأغاني أم كلثوم وعبدالحليم ولكن شعرت بأنها لا تود الاستمرار في تقديم هذا اللون الغنائي، حيث شعرت بأنها تود غناء ما يشبهها ويشبه البيئة المصرية التي نشأت فيها "عاوزة حاجة أصيلة"، فانضمت إلى فرقة النيل للآلات والفنون الشعبية وجابت مع الفرقة لتقديم حفلات فلكلور مصري في مصر بأكملها.بعد ذلك اتجهت إلى التخصص في الفلكلور المصري وفضلت تعلمه على يد المتخصصين فيه، فذهبت إلى «مكان» وهو مركز مصري متخصص في الثقافة والفنون، وتعلمت على يد الحاجة جمالات شيحا، والحاجة فاطمة سرحان.كانت الحاجة جمالات تغني في فرقة مواويل وبدأت هند معها فإذا كانت حفلة جمالات ساعة كانت تغني هند خلالها ربع ساعة الأخيرة، فقد كان الهدف الأساسي هو التعلم، على حد وصفها لـ «صدى البلد».أوضحت الفنانة هند الراوي مطربة فيلم «الفيل الأزرق» والمتخصصة في غناء الفولكلور المصري أنها تؤيد ظهور المهرجانات الشعبية وتعتبره لونا جديدا في مصر يجب الاستماع إليه والحفاظ عليه.وأوضحت ضرورة الاهتمام بهذا اللون الجديد حتى وإن كان يتضمن بعض السلبيات، خاصة أنه خلال البحث عن الفلكلور المصري على الإنترنت خارج مصر تظهر المهرجانات الشعبية الخيار الأول.وترى أن استمرار هذا اللون يضيف إلى الموسيقى المصرية، ولكنه بحاجة إلى دعم وتوجيه من الدولة، وعدم مهاجمة كل ما هو جديد، ويتوجب تطويرهم وتعليمهم الطريقة الصحيحة لتقديم هذا الفن دون التقليل منهم.وشهدت "هند" خلال تقديمها حفلات غنائية في فرنسا مع الفرقة الفرنسية «أورانج بلوسوم»، تقديم مصريين مهرجانات شعبية في أماكن شهيرة وحفلات هامة مما يعني أن هذا الفن بات له جمهورا حول العالم وليس في مصر فقط.وصرحت الراوي بأنها تستعد لطرح أغنية جديدة بطريقة المهرجان لتكون مزيجا بين موسيقى المهرجانات وكلمات الفلكلور المصري، وستقدمها بطريقته الخاصة المعتادة.وتابعت "هند" أن الكلمات الجريئة في المهرجانات ليست أمرا جديدا فبعض الأغاني الفلكلورية القديمة التي كانت تغنيها السيدات في الأفراح والمناسبات كانت تتضمن كلمات "أبيحة" وغير مناسبة إطلاقا، فمغني المهرجان ينقل هذه الكلمات من الطبقة الذي يغنيها لها وهي أهالي الحارة، وكذلك في أوروبا يعد استخدام الكلمات الجريئة أمرا معتادا.قدمت الفنانة هند الراوي المتخصصة في غناء الفولكلور المصري عبر أغنيتها الشهيرة لفيلم "الفيل الأزرق 2"، لهجة مختلفة للفولكلور المصري من أصل مغربي تكاد تكون غير معروفة.أوضحت تفاصيل مشاركتها في فيلم «الفيل الازرق» بجزأيه، ولكن الفرصة كانت أكبر في الجزء الثاني لغنائها الأغنية الأساسية في الفيلم، وهي قصيدة باللغة الأمازيغية من ألحان وتوزيع المؤلف الموسيقي هشام نزيه وبقيادة المايسترو نادر عباسي.أتيحت لها الفرصة بعد تلقيها مكالمة من "نزيه" يوضح لها فكرته في غناء الأغنية الأساسية للفيلم باللغة الامازيغية، وكانت هند حينها بالصدفة تدرس هذه اللغة لمدة 3 أسابيع، فأوضحت له أنها بالفعل تدرسها وعلى استعداد لتقديمها.كانت هند حينها في فرنسا، فأرسل لها نزيه القصيدة درستها ولم تستغرق أكثر من يوم في حفظها، ولكن كان لنزيه الفضل الأكبر في تعديل نطقها الصحيح للغة الأمازيغية في هذه الأغنية.لم تتوقع هند نجاح هذه الأغنية والقبول عليها بهذا الشكل خاصة وأن كلماتها غير مفهومة للبعض، وتابعت أن الكلمات تعود إلى قصيدة قديمة عن الحب بنفس اللغة وقد لاقت قبولا واسعا في سيوة.واللغة الأمازيغية تعد اللغة الأساسية لبعض القبائل بالمغرب، وتوجد أيضا في مصر تحديدا في سيوة حيث ما زالت بعض القبائل تتحدث باللغة الأمازيغية بجانب اللغة العربية.أما معنى كلمات القصيدة فهي: "تتاغ اربي ذناش أثغيوين، هى جزء من بيت شعري يقول "أزين نليف انو اتقس كذتوين … تتاغ اربي ذناش أثغيوين" ويعنى "جمال حبيبي شعاع يؤلم عيني .. أه يا إلهي لو يكون من نصيبي".وفى المقطع الثاني جزء آخر من بيت شعر يقول "إيرا كيغ أذريغ مشا روخ أذهويغ … ذمشند نرضا كميغ أتعذيغ" بمعنى "من أجلك أذرع المكان جيئةً وذهابًا … جئت طالعًا فوجدتني هابطًا".
مشاركة :