] محمد آل مبارك: منذ دخولي إلى عالم الشعر في العام 2005م وأنا أحرص على التواصل مع الأصدقاء الشعراء في كل مكان، من البحرين والخليج والوطن العربي، حيث تكوّنت لديّ قاعدة عريضة من الصداقات في الوطن العربي، وفي حينها كان التواصل إما عبر برنامج "الماسنجر" رحمه الله، أو عن طريق الاتصال المباشر بالهواتف النقالة كما هو معتاد. وفي طبيعة الحال تنتج عن البعد والمسافات التي تبعدنا حالة من حالات الاشتياق للقاء الأصدقاء، وفي حينها كنت أهمّ في الذهاب إلى الأصدقاء في الخبر والدمام وأتعنى لرؤيتهم واللقاء معهم في جوٍ شاعري مليء بروح الألفة والصداقة والاشتياق، وكنّا في ذاك الوقت نتألم حين ينقضي الوقت ويعودُ كلُ واحدٍ منا إلى بيته. وفي خضم هذا التطور، تطورت وسائل التواصل فأصبح التواصل في متناول الأيدي، عبر برامج التواصل الاجتماعي ليس بالكتابة فقط بل بالصوت والصورة وكأنك جالسٌ مع من تحدثه على طاولةٍ واحدة لا يفصل بينكما الا شاشة الهاتف. لست ضد التطوّر في هذه الوسائل ولكنني لم أعد اشتاق لرؤية الأصدقاء كما كنت أشتاق سابقاً، وهذا ما يؤلمني، لأنني اتواصل معهم جميعاً في أي وقتٍ أحب، وأستطيع رؤيتهم متى شئت دون السفر والتعنّي للحصول على الوصل المعتاد. كذلك هو الحال في جمعية الشعر الشعبي التي لم أترك أربعاءً منذ دخولي إليها إلا وقد تواجدت سابقاً الجميع إلى اللقاء، ولكنني أتفاجأ بقلة التواصل هناك، وبعد تفكير واستنتاج وجدت أن تواجدنا في أحد البرامج كمجموعة قتل فينا رغبة اللقاء والجلوس مع بعضنا البعض، حيث اننا في هذه المجموعة نستطيع مناقشة كل ما يدور في الجمعية من آراء وأفكار وتبادل قصائد وما شابه. لذلك أنا لم أعد أشتاق لكم يا أصدقائي، وما علينا فعله هو الابتعاد قليلاً عن هذه البرامج، ومنع أنفسنا من التواجد المكثّف فيها لكي نحصل على فرصة لقاء تسمح لنا بمصافحة الأيدي، فأنا بتّ مشتاقاً لأن تعود تلك الأيام، ولكنني لم أعد أشتاق لكم أنتم كالسابق..
مشاركة :