استحضر السعوديون على مواقع التواصل مع حادثة إطلاق النار في القاعدة الأمريكية، بطولة الشابين ذيب اليامي وجاسر اليامي اللذين لقيا حتفهما غرقاً بنهر شيكوبي بولاية “ماساتشوستس” الأمريكية. وكانت تلك الحادثة قبل نحو عامين عندما كانا في رحلة، فوجدا طفلين يصارعان الغرق بعدما عجزت والدتهما عن إنقاذهما، فواجها الموت لإنقاذهما، فجرفتهما التيارات المائية بعيداً عن أعين الحاضرين لينتقلا إلى رحمة الله تعالى لاحقاً، وحصد الموقف إعجاب الإعلام الأمريكي، وكتب عن هذا العمل البطولي الإنساني حينها وهو موقف واحد من عشرات التضحيات للسعوديين. وقال شبّاب اليامي وفقًا لـ”سبق”: “لم يغب عني ذكر أخي وابن عمي بعد موقفهما البطولي فقد كان يستعدان للتخرج بعد إنهاء دراستهما في الهندسة، لكن شجاعتهما وبسالتهما أبت إلا أن ينقذا الطفلين في ذلك النهر الذي ابتلعهما لاحقاً، وجرفتهما السيول بعيداً، فوُجِدا بعد أكثر من يوم، وقد توفيا رحمهما الله رحمة واسعة”. وتابع: “وفي اليومين الماضيين سعدت كثيراً وأنا أتابع ردود الفعل على واقعة القتل بالقاعدة الأمريكية، وكيف استرجع المجتمع السعودي ذاكرته، واستعاد موقف أخي وابن عمي وإنقاذهما الطفلين عندما تركهما جميع من كانوا يتنزهون على ضفاف النهر، فقد كان بمقدورهما -رحمهما الله- عدم المجازفة، لكنها أخلاق المسلمين وتربية السعوديين، فالتضحيات التي يقدمها أبناؤنا لا يمكن حصرها وصفحات الإنترنت مليئةٌ بالبطولات”. واختتم: “على قدر حزني على رحيل أخي وقريبي، إلا أن هذا الثناء الذي وصلنا وقرأناه ردّاً على تصرف طالب الطيران أسعدتني شخصياً وأفرحت والديّ، فلا يمكن حجب جهود وإنجازات المبتعثين، وموقف أخي خير شاهد؛ فقد غادرَنا للدار الآخرة شاب في ريعان عمره، وكان يحلم ويحلم، لكن تضحيته جعلته في الذاكرة حياً كأنه لم يمت، وبإذن الله من الشهداء”.
مشاركة :