وماذا بعد مؤتمر الرياض اليمني؟ | عدنان كامل صلاح

  • 5/19/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تحاورَ اليمنيون كثيراً داخل وطنهم تحت مظلة مبعوث أمين عام الأمم المتحدة السابق لليمن جمال بن عمر ، ثم فوجئوا بتمرد حوثي على مخرجات الحوار والشرعية اليمنية وبرعاية بن عمر نفسه الذي شاهد الحوثيين ينقضون على الشرعية ويعتقلون رئيس الجمهورية ووزراءه وواصل عمله وكأن شيئاً لم يحدث ، وانطلق بعدها الحوثيون قتلاً وبطشاً بأبناء الوطن ، بل غالوا في استخدام القوة المفرطة لإجبار اليمنيين على القبول بهم . ولم يتمكن اليمن منذ ذلك الحين من استعادة أمنه واستقراره ، ودخل في حرب دموية ، العنصر الرئيسي فيها خروج الحوثي من مناطقه بدعم خارجي في محاولة لقمع اليمن شمالاً وجنوباً والسيطرة على مقدراته . اليوم يلتقى اليمنيون مجدداً ، ولكن هذه المرة في الرياض ، وبرعاية خليجية دولية ، سعياً لإعادة الأمل للمواطن اليمني ،وأكتب هذا المقال قبل انتهاء مؤتمر إنقاذ اليمن بالرياض ، وسيظهر الثلاثاء وقد صدرت عن المؤتمر قرارات وبرزت خلال لقاءاته مواقف تستحق الوقوف أمامها . وألقى السفير البريطاني باليمن خطاباً أمام المؤتمرين يوم افتتاح مؤتمر الرياض ، الأحد ، نيابة عن الدول الأربع عشر الداعمة للمؤتمر والمساندة لإنقاذ اليمن من عبث الحوثيين والفرس . ما نتمناه أن تنجح الأمم المتحدة في إقناع الحوثيين الذين لم يحضروا مؤتمر الرياض بالحضور للمؤتمر القادم المتوقع عقده في جنيف . إلا أن العمل المطلوب لإنقاذ اليمن لن يكون سوى داخل اليمن نفسها ، وعبر لجم الحوثيين عن عبثهم الدموي ووقف غزواتهم لمناطق اليمن الشمالية والجنوبية الرافضة لتواجدهم ، وعودتهم إلى مناطقهم . ولا شك أن اليمن يواجه العديد من المشاكل اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً . وأبرز مشاكله الآنية الرغبة القوية لكثير من أبناء الجنوب لفصل المناطق الجنوبية عن باقي اليمن ، ورغبة البعض التخلي عن مسمى ( الجنوب اليمني ) لإحلال مسمى جديد لدولة جديدة باسم ( الجنوب العربي ) ، إلا أنه حتى مع وجود الرغبة الانفصالية لدى كثير من الجنوبيين فإن هناك توجهات انفصالية متعددة ضمن الجنوبيين أنفسهم ، وكمثال فهناك من يطالب بإقامة كيان لعدن ومحيطها خارج إطار الجنوب بينما ينادي آخرون بإقامة كيان مستقل لحضرموت . بالإضافة إلى أنه لم تبرز حتى الآن قيادة موحدة للجنوبيين ، بل تعددت القيادات واختلفت الرؤى ، ومن الأفضل للجميع جنوباً وشمالاً دعم مقترح الأقاليم الستة بصلاحيات واسعة لكل إقليم مع الأخذ بالاعتبار الحساسيات الجنوبية . من ناحية أخرى لمس أبناء الجنوب مؤخراً نشاطاً متزايداً لجماعة الإصلاح في مناطقهم ، ولذا فإن على قادة الإصلاح إمعان التفكير وإعادة التخطيط للأسلوب السليم للعمل السياسي المطلوب . فالجنوبيون تعرضوا لأذى كبير من عناصر تابعة للإصلاح ، أكان خلال عملية الانفصال القصيرة الأمد ، أم بعد ذلك . لذا على قادة الإصلاح مراجعة أسلوب عملهم السياسي ، حتى مع العلم أن هناك ميلاً أمريكياً لدعم الكيانات التي يتمثل فيها الإخوان المسلمون في العالم العربي ، والإخوان هم فصيل هام ضمن الإصلاح . ومن مصلحة اليمن أن يمارس حزب المؤتمر (بدون المخلوع ) دوراً سياسياً يوازن فيه ما يمكن أن يمثله حزب الإصلاح . أما الجنوبيون فإن الشكوى فقط من المظلومية الواقعة بهم لا تكفي بل عليهم توحيد أنفسهم في مجموعات سياسية قادرة على المنافسة في الإنتخابات القادمة لحكم الكيانات الجنوبية المتوقع بروزها . ص.ب 2048 جدة 21451 adnanksalah@yahoo.com adnanksalah@yahoo.com

مشاركة :