(الكراسي العلمية) في الجامعات العالمية؛ فَـاعِـلَــة ومرتبطة بدراسة حاجيات المجتمع ومشكلاته المختلفة، والعمل على إيجاد استراتيجيات وحلول علمية لها؛ تلك الكراسي البحثية تُـمَـوّل من الجامعات نفسها أو من متبرعين مهتمين يقومون بدورهم في برامج المسئولية الاجتماعية. وقبل سنوات قليلة استوردت الكثير من جامعاتنا (مشروع الكراسي العلمية)، وانتشر الإعلان عن عدد كبير منها في مختلف الجامعات، التي أصبحت تتنافس في هذا المضمار، حتى وصل الرقم في إحداها لأكثر من مائة كرسي!! وبالعودة لنتائجها ومخرجاتها نجد بعضها وهمياً لا وجود له؛ إذ كان الهدف مجرد الـتقليد وإثبات الحضور في هذا الميدان، أو أن المُـتَـبَـرِّع أراد الظهور الإعلامي فقط ثم مارس الـهـروب!! أما البقية الباقية منها فما تزال بحوثها ودراساتها حِـبـراً على ورق، حبيسة الأدراج والمجلدات، لم تـتِــم الإفادة منها، وتطبيق توصياتها! تلك هي القاعدة ولكن هناك استثناءات لكراسٍ محدودة كانت إيجابية في خدمة المجتمع ومنها (كرسي السبيعي لتنمية مهارات طلاب المنح في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة). فهذا الكرسي فَــريد في تخصصه، ومتميز في برامجه التي تساهم في تأهيل الطلاب بدورات تُـثْـري معلوماتهم، وترفع من قدراتهم في سوق العمل وخدمة مجتمعاتهم، ومن تلك الدورات: (التخطيط الاستراتيجي، إدارة الأداء، التخطيط التنفيذي، مَـأسَـسَـة العمل الخيري الدعوي، قيادة فريق العمل، الاتصال الفعال في العمل الدعوي، فن الإقناع والتحفيز، التفكير الـفَـعّـال، حَـلّ المشكلات واتخاذ القرارات، التحكم في ضغوط العمل، الحِـوار الفعّـال، بناء وتعديل القِـيَــم الاجتماعية)! فالشكر لرعاة الكرسي والقائمين عليه؛ ولأستاذه الدكتور علي بن إبراهيم الزهراني على جهودهم وبرامجهم التي أكّـد لي الطلاب أنها زادت من رصيد خبراتهم، وكم أتمنى تعميم تجربته في بقية الجامعات السعودية؛ لـيُـفِـيْـدَ الطلاب السعوديون من تلك البرامج المهمة التي تمسّ حياتهم المهنية والاجتماعية! أخيراً الواقع ينادي بمراجعة ملف الكراسي العلمية، وتفعيل أدوارها في تنمية المجتمع حتى لا تكون مجرد مَـــزايَـن شَــكْـلِــي بين الجامعات السّـعودية!! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :