قال مراقبون سياسيون أمس أن حالة من القلق بدأت تنتاب قوى 14 آذار والقوى الإسلامية في لبنان بعد الحكم "المخفف" على الوزير السابق ميشال سماحة. وكانت المحكمة العسكرية قد أمرت بسجن سماحة أربعة أعوام ونصف، تتضمن ما أمضاه من محكوميته في السجن، اي أن خروجه بات متوقعا في غضون اشهر. وانتشر مقطع مرئي يظهر فيه سماحة وهو يعطي أوامر بتفجير مواضع إفطار صائمين واغتيال رجال دين مسلمين معترفا بالصوت والصورة لأحد محققي شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بأنّ الرئيس السوري ومسؤول المخابرات العسكرية علي المملوك هما الوحيدين اللذين يعرفان بهذه المهمّة. هذا "القرار الفضيحة" بحسب توصيف قوى 14 آذار لا يبدو أنّه سيمرّ بسهولة، وخصوصا مع ارتفاع أصوات القوى الإسلامية وقيامها باعتصام في وسط بيروت، علما بأن رئيس جهاز فرع المعلومات السابق وسام الحسن كان قد اغتيل بحسب هذه القوى نظرا لدوره الكبير في كشف مخطط نقل المتفجرات في سيارة سماحة من سورية الى لبنان. وقبل أسبوع تقريبا من بلوغ الفراغ الرئاسي عامة الأول، بدأ وفد من تكتّل التغيير والإصلاح جولة على المسؤولين اللبنانيين لشرح مبادرات عدّة طلبها العماد ميشال عون لفكّ العقدة الرئاسية في حين لم تلمس مصادر سياسية أية إمكانية لحلّ المسألة راهنا. في الإطار الرئاسي علمت "الرياض" من مصادر دبلوماسية أميركية بأنّ "أفق الاستحقاق الرئاسي غامض وتبدو الأمور معقدة إن لم يقتنع اللبنانيون بأن فرصة انتخاب رئيس للجمهورية هي بيدهم وحدهم". ويبدو الدعم الأميركي مستمرا للمؤسسة العسكرية اللبنانية، وبرأي الأميركيين أن الجيش هو ضمانة لاستقرار لبنان، وقد قوي أخيرا بشكل ملموس بشهادة قائد الجيش اللبناني وكبار الضباط اللبنانيين كما تشير أوساط أميركية واكبت زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية لويد ج. أوستن الثالث أخيرا الى بيروت. وقد كرر الجنرال أوستن خلال لقاءاته ثقة الولايات المتّحدة الأميركية بالجيش اللبناني كقوة الدفاع الشرعية الوحيدة في لبنان. وجدد أوستن التزام بلاده بتزويد الجيش اللبناني بأسلحة نوعيّة ومعدّات وتدريب حتى تتمكّن الدولة اللبنانية من ممارسة سلطتها السياديّة على الحدود وفي جميع أنحاء البلاد وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي وخصوصا القرارين 1559 و1701". وأمس بدأ مستشار المرشد الأعلى الإيراني وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي زيارة رسمية الى لبنان التقى خلالها رئيسي مجلس النواب والحكومة اللبنانيين وعدد من الشخصيات اللبنانية منها العماد ميشال عون. وقال نائب "تيار المستقبل" أحمد فتفت عن الزيارة: "المشكلة ليست في الزيارة، انما في الكلام الذي استمعنا اليه من قيادات حزب الله، وكأن هذا الحزب سيطلب تسديد فاتورة معينة من الداخل على معارك اخترعها" واضاف النائب فتفت "نحن امام مرحلة سياسية خطرة لأن حسن نصرالله وايران يعتبران أن القرار السيادي اللبناني قد خرج من الدولة وأصبح بيد نصرالله، وايران تأتي الى هنا لتكريس ما فعله نصرالله في السياسة وليس في الحرب". وعن مبادرة العماد عون حول الاستحقاق الرئاسي قال فتفت: "ان "التعاطي مع مبادرة النائب ميشال عون سيكون بشكل منطقي" سائلا "كيف يرفض عون أن ينتخب المجلس النيابي رئيسا للجمهورية ولكنه يطلب منه التشريع لقانون انتخاب وتعديل الدستور"، وقال ان هناك "تناقضا كبيرا في ما يطلبه الجنرال خصوصا انه هو من أقفل الطريق لأنه قال ان المجلس غير شرعي" معتبراً أن "الحل يكون بالمبادرات الوطنية، والذهاب لانتخاب رئيس وتأليف حكومة ثم تشريع قانون الانتخاب واجراء انتخابات نيابية".
مشاركة :