احتدمت المواجهة السياسية في تركيا، أمس الأول، السبت، بين الرئيس رجب طيب أردوغان وخصومه، بعدما طالب رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داوود أوغلو، أردوغان، بالكشف عن أصوله المالية هو وأفراد أسرته، وإدارته بسبب عمليات الخصخصة التي شملت بعض المؤسسات مؤخراً، وذلك رداً على اتهامات بالفساد وجهها له أردوغان. وطلب داوود أوغلو من أردوغان وجميع أفراد أسرته، ورؤساء تركيا، ورؤساء وزرائها، بالكشف عن أصولهم المالية. وفيما بدا أنه رد على اتهامات بالفساد، وجهها له أردوغان قبل أيام. أعرب أوغلو عن استعداده للإجابة على كل التهم الموجهة إليه أمام البرلمان. وتتمثل اتهامات أردوغان لأوغلو في تحايله على أرض مخصصة لجامعة «إسطنبول شهير»، التي أسسها أوغلو خلال توليه رئاسة الوزراء بين عامي 2014 و2016. وأوعز أردوغان للسلطات التركية، ممثلة في «خلق بنك» الحكومي، بتجميد أصول الجامعة المذكورة، بتهمة عجزها عن الوفاء بالتزاماتها المالية. ونفى أوغلو كل الاتهامات الموجهة إليه، وقال رداً على ذلك في بيان له بعنوان «الاتهامات الواهية حول أرض جامعة إسطنبول شهير»: «افتروا على رئيس وزراء قدم كل ما بوسعه من أجل خدمة هذا البلد، وسخر كامل عمره لذلك، واتهموه بالاحتيال»، واتهم الحزب الحاكم باستهدافه، وطالب بتشكيل لجنة تقصي حقائق من البرلمان في القضية. وشدد على أن «هناك حملة لا أساس لها من الصحة تنفذ ضد جامعة إسطنبول شهير»، مشيراً إلى أن «اتخاذ قرار الهجوم على الجامعة يأتي من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم الذي كان هو أحد مؤسسيه سابقاً. وتكاد اتهامات أردوغان لأوغلو، تخرج عن سياق تصفية الحسابات السياسية مع المنشقين عن حزب العدالة والتنمية، حسب مراقبين، خاصة وأنها تأتي في ظرف يستعد فيه أوغلو لإطلاق حزبه السياسي الجديد. وشملت تصفية الحسابات، أيضاً، شيطنة أردوغان لشخصيات سياسية أخرى، انشقت عن العدالة والتنمية في وقت سابق، من أبرزها نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، الذي أكد هو الآخر نيته تشكيل حزب سياسي منافس لحزب العدالة والتنمية. وتؤشر المعطيات الراهنة إلى احتدام المواجهات السياسية خلال الأيام المقبلة، بين أردوغان، ومنافسيه السياسيين من أصدقاء الأمس، خاصة في ظل عجز الحزب الحاكم عن إيقاف نزيف الانشقاقات داخل صفوفه، وذلك بالتزامن مع استمرار أزمة اقتصادية خانقة تعصف بالبلاد. (وكالات)
مشاركة :