حكومة السراج تقر بإمكانية دخول الجيش الليبي إلى طرابلس قريبا

  • 12/9/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أقرت حكومة الوفاق الليبية برئاسة فائز السراج، بإمكانية دخول قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، إلى العاصمة طرابلس، وذلك في تطور لافت لمشهد ميداني بدأ يتحرك بوتيرة متسارعة وسط تصدعات متواصلة في صفوف الميليشيات وتنظيمات الإسلام السياسي الداعمة للحكومة التي تزايدت عزلتها الإقليمية في أعقاب توقيعها على اتفاقية عسكرية وأمنية مثيرة للجدل مع تركيا. وقال محمد سيالة وزير الخارجية المفوض في حكومة الوفاق الليبية خلال مؤتمر الحوار المتوسطي الذي اختتم أعماله مساء السبت بالعاصمة الإيطالية روما إن “طرابلس قد تسقط في يد الجيش الوطني”. وأضاف في مقابلة أخرى مع صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية، “ربما يتمكن حفتر من دخول طرابلس، مع تزايد الانخراط الروسي من خلال تزويده بالطائرات المسيرة والمرتزقة، فإن احتمال سقوط العاصمة قائم واستدرك في تصريحات تلفزيونية بُثت في ساعة متأخرة من مساء السبت، اعتبر فيها أنه لم يقل إن طرابلس قد تسقط، وإنما حذر من أن “دخول القوات المسلحة الليبية طرابلس، سيتبعه حمام دم في الشوارع لأن الناس يرفضون حكم العسكر ولن يقبلوا بحفتر”. ولم يبدد هذا الاستدراك الأجواء الملتبسة المحيطة بحكومة الوفاق التي دخلت في حالة من الارتباك الشديد، خاصة وأن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة لم يستبعد هو الآخر إمكانية دخول قوات الجيش الليبي إلى طرابلس. وقال سلامة في تصريحات نشرتها الأحد صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية إن قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر “يقترب من إحكام القبضة على طرابلس، وربما تحقيق انتصار كبير، وذلك بفضل الدعم الروسي له”. وأضاف “اكتسبت العملية ضد طرابلس قوة، وخلال الأيام العشرة الماضية انتقلت الحرب إلى المناطق الحضرية بالعاصمة، ولا أستبعد مأزقا جديدا أو تقدما ساحقا”. وعبر سلامة عن خشيته من أن يكون هناك “حمام دم” في ليبيا في حال فشل المؤتمر الدولي المقبل المتوقع أن يعقد في برلين. وقال سلامة في مؤتمر “ميد 2019” الخاص بالسياسة الخارجية الذي عقد في روما إن البديل للتوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في ليبيا “مروع”. وبالتوازي، ساهمت الانتقادات التي وجهها لحكومة السراج، مفتي طرابلس المعزول الصادق الغرياني، في تأكيد إمكانية دخول الجيش الليبي العاصمة طرابلس، حيث حذر من “تباطؤ حكومة الوفاق في نصرة الجبهات القتالية”، مشيرا في تصريحات له إلى أن تلك القوات لم تتقدم خطوة واحدة. وعلى وقع هذه التطورات، سعى رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج، إلى محاولة التقليل من وقع تلك التصريحات والانتقادات، حيث أكد مساء السبت، حرصه على “توفير كل ما من شأنه دعم قوات الوفاق وتطويرها”. ودفع هذا الإقرار الصريح بإمكانية “سقوط طرابلس في يد الجيش”، المراقبين إلى توقع تطورات ميدانية نوعية خلال الأيام القليلة القادمة، وسط تزايد التقديرات باقتراب معركة طرابلس من مرحلة الحسم، غذتها تصريحات للعميد خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، أكد فيها أن معركة طرابلس “اقتربت من الحسم.. وأن السراج أمره انتهى”. وقال النائب في البرلمان الليبي، أبوبكر بعيرة إن إشارة محمد سيالة إلى أن “طرابلس قد تسقط بيد الجيش”، في تصريحات خلال مؤتمر الحوار المتوسطي “قريبة جدا من الواقع، وتعكس الوضع الصعب لحكومة السراج سياسيا وعسكريا”. واعتبر بعيرة في اتصال هاتفي مع “العرب” أن تلك التصريحات “تعبر بوضوح عن حقيقة الوضع السياسي والميداني المعقد والمتدهور لحكومة السراج نتيجة استمرار قوات الجيش الليبي في التقدم بثبات وبزخم كبير نحو العاصمة طرابلس لتحريرها من قبضة الميليشيات والجماعات الإرهابية التي تعبث بأمن واستقرار ليبيا والمنطقة بأسرها”. وشدد على أن الوضع الميداني يتحرك في اتجاهات تشير إلى أن المشهد الليبي مقدم خلال الفترة القادمة على تطورات فارقة، وهي “تطورات تُنبئ في مجملها بأن حدثا كبيرا سيحصل قريبا”. وتدعم التقارير المتواترة عن حشود عسكرية كبيرة في القاعدة العسكرية “الوطية”، تستعد للتحرك لقطع طرق الإمداد عن الميليشيات في غرب طرابلس، وخاصة في منطقة زوارة (120 كلم غرب طرابلس)، ما ذهب إليه النائب أبوبكر بعيرة، حيث تم رصد رتل من السيارات رباعية الدفع تجاوز عددها المئة سيارة مجهزة بأسلحة ثقيلة، وذلك في الوقت الذي توعدت فيه القيادة العامة للجيش الليبي، الميليشيات برد قاس “سيزلزل الأرض من تحت أقدامها”. وترافقت هذه التطورات مع تأكيدات لعدد من ضباط الجيش الليبي أن طرابلس أصبحت الآن شبه محاصرة، منهم العميد خالد المحجوب، الذي قال في تصريحات له “نحن الآن بصدد إنهاء العمليات في طرابلس للقبض على السراج ومحاسبته لأنه يشكل خطرا على ليبيا وجوارها”. وشدد على أن الجيش الليبي أوقع خسائر بالجملة في صفوف الميليشيات، وهناك الآن حالة يقين لديها بأن العملية تنتهي في طرابلس برغم الدعم التركي المتواصل لها بالسلاح والعتاد. وقال مصدر بوزارة العدل في حكومة الوفاق، الأحد، إن مذكرتي التفاهم الموقعتين مع تركيا قبل أيام دخلتا حيز التنفيذ بمجرد توقيعهما من قبل المجلس الرئاسي. وأضاف أن قرار المجلس الرئاسي الليبي الذي أقر المذكرتين، طلب فيه من الجهات المختصة تنفيذه اعتبارا من تاريخ صدوره. وسبق وأن وقع السراج مذكرتي تفاهم مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول المجال البحري والتعاون الأمني. الأمر الذي أثار استياء لمصر وقبرص واليونان التي طردت السفير الليبي احتجاجا على توقيع المذكرة.

مشاركة :