أيام قرطاج ملتقى يجدد حوار المسرحين العربي والأفريقي

  • 12/9/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت العاصمة التونسية، مساء السبت، انطلاق فعاليات الدورة الحادية والعشرين من مهرجان أيام قرطاج المسرحية تحت شعار “عيش الفن وجدد غرامك”. وتخلل حفل الافتتاح الذي تم تنظيمه بمدينة الثقافة، وسط العاصمة، عروضا فنية موسيقية وكوريغرافية بقيادة الفنان التونسي زهير قوجة، والراقصة التونسية مريم الفرشيشي. ويُشارك في المهرجان، الذي يتواصل حتى منتصف الشهر الجاري، أكثر من 110 عروض مسرحية تونسية وعربية وأفريقية وعالمية. كما يتنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان 14 عرضا مسرحيا، من بينها 2 من تونس و10 مسرحيات عربية ومسرحيتان أفريقيتان. وتمثّل الأعمال المسرحية العربية كلا من فلسطين ومصر ولبنان والبحرين والعراق والإمارات والأردن وسوريا وعُمان والمغرب. بينما ستكون جوائز المسابقة الرسمية مقسّمة إلى ست جوائز هي جائزة العمل المتكامل، أفضل إخراج، أفضل كتابة مسرحية، مسرح الأوبرا لأفضل سينوغرافيا، أفضل أداء نسائي، وأفضل أداء رجالي. وكتحية إكبار لفنانين مسرحيين رحلوا عن الساحة الفنية التونسية خلال هذا العام تم، خلال حفل افتتاح المهرجان، تكريم الفنانين التونسيين الراحلين، سمير بسباس وسنية بوقديدة ومحمد الهادي المرنيصي والطاهر الشباح ومحمد قمش، إضافة إلى تكريم المسرحية التونسية رجاء بن عمار، التي وافتها المنية عام 2017. كما تم تكريم عدد من الفنانين التونسيين والعرب الأفارقة الذين لم تنضب إسهاماتهم الفنية، على غرار الفنانة الفلسطينية الأردنية ماهرة عمران، والبحريني عبدالله السعداوي، والممثل الإماراتي أحمد الجسمي، والتونسيين آمال الهذيلي، وناجي ناجح، ومحمد الطيب السهيلي، ومحمد المورالي. وفي هذا السياق، قال حاتم دربال، مدير المهرجان “إن هذه الدورة تتميز عن سابقاتها بتعمقها في الهوية العربية الأفريقية”. وتابع في تصريحات صحافية على هامش الحفل “هذه الدورة تنبض بالحياة باعتبارها تحتفي بالمسرح كفن وتاريخ وإبداع”. وأضاف بأنّ “الشعوب العربية والأفريقية أكثر جوعا للمسرح وتتعطش للفنون وفي حاجة للارتواء أكثر بهذا الفن الرابع”. وأشار إلى أن هذه الدورة تتميز بقيمة عروضها الاستثنائية التي ستكون على مدار أسبوع في القاعات التونسية. ورافق الافتتاح الرسمي، العديد من العروض المسرحية التونسية تم تنظيمها في قاعات المسرح المحاذية لمدينة الثقافة، حيث تم عرض مسرحيات “كاليقولا” و”سوق سوداء” و”رسائل الحرية”. وتتوّج هذه الدورة من المهرجان كلا من المسرحيين رجاء فرحات وعزالدين المدني ومحمد مومن من تونس وثريا جبران من المغرب وسمير العصفوري من مصر وغسان مسعود من سوريا واللبناني روجيه عساف. وسيتمّ خلال هذه الدورة تكريم مسرح الجنوب بقفصة، حيث سيتم تنظيم معرض صور يوثّق لتاريخ المسرح بالجهة، من خلال أبرز الأسماء والأعمال التي مرّت بها فرقة الجنوب بقفصة، بالإضافة إلى مائدة مستديرة حول “البعث والتأسيس والمنجز لمسرح الجنوب بقفصة”. وسيُعرض ضمن هذا التكريم العمليْن “زوم” للهادي عباس و”قصر السعادة” لنزار السعيدي. وضمن أيام قرطاج المسرحية تتواصل فعاليات الدورة الأولى من تظاهرة “أيام قرطاج للمسرح المدرسي” وتتضمن هذه التظاهرة 15 عملا مسرحيا مدرسيا، مفتوحة أمام الجمهور على مدار 8 و9 ديسمبر الجاري بالمركز الثقافي المدرسي محمود المسعدي. كما تنظم التظاهرة لقاء وطنيا لأساتذة التربية المسرحية، ومن المنتظر أيضا تنظيم 5 ورشات تكوينية للمعلمين في المرحلة الابتدائية ولأساتذة التعليم الإعدادي والثانوي من غير المختصين، وذلك بكل من محافظات قابس وقفصة وصفاقس والقيروان وسليانة في تقنيات التنشيط المسرحي المدرسي، بإشراف ثلة من أساتذة الاختصاص. وبعد نجاح تجربة مسرح السجون تحت مسمّى “خارج القضبان”، التي انطلقت سنة 2017 بتقديم عرض وحيد ثم تطوّر العدد إلى 5 أعمال مسرحية، فإن عدد الأعمال المقدمة ضمن فقرة “خارج القضبان” هذا العام ارتفع إلى 11 عرضا، وفق ما أعلن عنه المستشار العام كاهية مدير الأنشطة الثقافية والرياضية بالإدارة العامة للسجون والإصلاح طارق الفني. وتحدّث الفني عن تطوّر عدد نزلاء السجون المشاركين في الأعمال المسرحية من 45 نزيلا خلال دورة 2018 إلى 120، خلال الدورة الحالية التي تسجّل مشاركة نزيلات للسجن المدني بمنوبة بعمليْن. وأفاد أن نزلاء مراكز الإصلاح سيشاركون أيضا بعمل من إجمالي 11 عملا مسرحيا سيتم عرضها بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون. وثمّن هذه التجربة التي هي ثمرة شراكة بين إدارة أيام قرطاج المسرحية والإدارة العامة للسجون والإصلاح، معتبرا أن تونس باتت رائدة في مجال حقوق الإنسان، وفي تفعيل حق الثقافة للجميع بما في ذلك نزلاء السجون. وبدورها، برمجت الهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية مجموعة من العروض المسرحية العالمية داخل عدد من السجون نذكر من بينها مسرحية “بيت برناردا ألبا” لأمال البجاوي، و”السانترا” لمروى بن الشيخ سوقير وأحمد قنطاوي، و”كفّارة” لهدى اللموشي وسامي الجويني، و”بلا قيود” لعفاف الأنداري وغيرها من الأعمال المسرحية التي تزور مختلف السجون التونسية.

مشاركة :