استبعد محللون ماليون لـ«عكاظ» عمليات بيع ضخمة مع بدء تداول سهم أرامكو السعودية في «تداول» بعد غد الأربعاء، مشيرين إلى أن غالبية المستثمرين يفضلون الاحتفاظ بالأسهم مع وجود مزايا منها المنح المجانية والتوزيعات النقدية، مؤكدين في الوقت نفسه، أن طرح أرامكو في «تداول» يعطي السوق المالية قوة كبرى، مما يشجع المستثمر الأجنبي للدخول لاقتناص الفرص المغرية في السوق السعودية.وأكدوا أن السوق المالية ستكون إيجابية، لافتين إلى أن المؤثرات تكون قبل إغلاق الاكتتاب، نتيجة سحب السيولة لتغطية الاكتتاب لدى المستثمرين، مبينين أن المؤشرات الحالية لا توحي باندفاع كبير نحو شراء أسهم أرامكو، ما يؤدي لعمليات بيع ضخمة لأسهم شركات أخرى، بحيث يؤثر على المؤشر العام، وبالتالي فإن المؤشر العام لن يسجل ضغطاً كبيراً، جراء عدم وجود محفزات كبيرة للشراء في اليوم الأول لبدء إدراج أرامكو.وذكر المحلل المالي حسين الخاطر لـ«عكاظ» أن حركة البيع في اليوم الأول ستكون ضعيفة للغاية، مرجعاً ذلك لكون عدد المكتتبين لا يتجاوز 5 ملايين مكتتب، إضافة لكون نحو 97% من المكتتبين استطاعوا الحصول على رغباتهم أثناء الاكتتاب، مبيناً أن الرغبة في الشراء تكون مدفوعة للحصول على كميات كبيرة نتيجة عدم تخصيص الأرقام المستهدفة، مؤكداً أن طبيعة الاستثمار في أرامكو يكون طويل الأجل، بحيث لا يخضع للمضاربة من قبل الأفراد.وقال إن الصناديق الاستثمارية والمحافظ الاستثمارية حصلت على كمية كبيرة من الأسهم أثناء طرح الشركة للاكتتاب، مبيناً أن الفترة القادمة ستعتمد على دوران السهم بالدرجة الأولى، مشيراً إلى أن عمليات البيع والشراء ستكون حاضرة ولكنها لن تكون كثيفة على غرار الكثير من الأسهم التي سجلتها «تداول» منذ اليوم الأول للإدراج، لافتاً إلى أن الإغراء بالنسبة للأسهم المجانية وكذلك ضمان توزيع الأرباح البالغة 75 مليار دولار في نهاية العام، يساعد في استقرار السهم ويعزز من الاستثمار طويل الأجل، مضيفاً أن تحديد سعر السهم 32 ريالاً ليس مرتفعاً، عطفا على حجم أرامكو ومبيعاتها وأصولها الضخمة.وأكد أن تداول أرامكو السعودية يساعد في دخول سيولة أجنبية خلال الفترة القليلة القادمة، مبيناً أن المستثمر الأجنبي يفضل التريث لاتضاح الصورة بعد استقرار السوق، مضيفاً أن المستثمر يحرص على اقتناص الفرص الاستثمارية.وأشار عضو الجمعية السعودية للاقتصاد الدكتور عبدالله المغلوث لـ«عكاظ» أن السعر المتوقع لسهم أرامكو يصعب حالياً، فالعملية مرهونة بحركة السهم في السوق، مما يعطي مؤشرات في اتجاه السهم، مؤكداً أن المزايا التي قدمتها أرامكو تدفع للاحتفاظ بالسهم منها التوزيع المجاني بواقع سهم لكل عشرة أسهم، إضافة لضمانة توزيع الأرباح السنوية، وبالتالي فإن المستثمر سينظر إلى الربح والخسارة قبل الإقدام على البيع، خصوصاً في وجود مثل هذه المزايا التي التزمت بها الشركة.وأضاف أن إدراج أرامكو السعودية في «تداول» سيمنح السوق المالية الكثير من القوة، إذ تعتبر الشركة عصب الاقتصاد السعودي، مشيراً إلى أن بدء تداول أرامكو سيرفع من حجم السوق وكذلك المؤشر العام، مؤكداً أن إدراج أرامكو سيعزز من ثقة المستثمر في السوق المالية، لافتاً إلى أن تداول أرامكو سيعطي السوق الكثير من المحفزات منها الثبات والاستقرار، عطفاً على حجمها وثقلها في المؤشر العام.الخالدي: الطرح مرحلة جديدة من الانفتاح على الاستثماراتقال رئيس غرفة الشرقية عبدالحكيم بن حمد العمار الخالدي، إن ما شهده اكتتاب شركة أرامكو السعودية من إقبال واسع سواء من شريحة الأفراد أو المؤسسات، إنما يبعث على الاعتزاز والفخر والتفاؤل بمردوداته الإيجابية على الاقتصاد الوطني، ويُعد خطوة جوهرية في بناء اقتصاد وطني متنوع في مدخلاته، ودليلاً قوياً على مدى جاهزية سوق الأسهم السعودية على تنظيم وطرح مثل هذه الاكتتابات الضخمة. وأكد أن مستويات الإقبال الكبير التي حظي بها الاكتتاب، هو مؤشر قوي على قوة ومتانة الاقتصاد السعودي وثقة المكتتبين وكفاءة سوق الأسهم، لافتاً إلى التنوع الكبير بين قاعدة المستثمرين المحليين. ونوه بأن اكتتاب شركة أرامكو باعتبارها أكبر شركة نفط ربحية في العالم، دعم لسوق الأسهم السعودية ورفع من مركزها وقيمتها السوقية عالمياً. وتوقع إقبال الاقتصاد السعودي على مرحلة جديدة من التطور والانفتاح على الاستثمارات بشقيها الأجنبي والمحلي،والتي تتطلب من قطاع الأعمال الاستعداد الكامل لها والبدء في وضع الخطط الإستراتيجية للتعاطي مع هذا التطور والانفتاح، قائلاً: إنه بجانب النجاح الكبير الذي حققه اكتتاب أرامكو وانعكاساته الإيجابية على الاقتصاد الوطني.البدرة: استبعد البيع خلال الأشهر الـ6 القادمةوقال الاقتصادي والمصرفي السابق أمجد بن محمد ناصر البدرة لـ«عكاظ» إن بيانات مدير الاكتتاب أظهرت ضخ 47.4 مليار ريال بواسطة 4.9 مليون مكتتب لشراء حصص في مليار سهم من شركة أرامكو، إذ بلغت كمية الطلبات 1.481 مليار سهم، مضيفاً أن المكتتب تقدم برغبة صادقة بتملك حصة في شركة الوطن الكبرى ودفع مبلغ الاكتتاب برغبته وإرادته، مستبعداً إقدام الكثير من ملاك الأسهم على البيع خلال الأشهر الستة القادمة، خصوصا في ظل وعود أرامكو بتوزيع نسبة 10% بحد أعلى 200 سهم لمن يحتفظ ولن يبيع جزء أو كل أسهمه خلال فترة 6 شهور من بدء التداول على السهم، ما يقارب 19 مليون سهم أو أقل (منحة الاحتفاظ بالسهم 6 شهور) الفرق بين رقم 1.5 مليار سهم و1.481 مليار سهم المطلوبة فعلا خلال فترة الاكتتاب.وذكر أن صندوق الاستثمارات العامة ومدير الاكتتاب سامبا كابيتال بعد استقرار السهم وتداوله ومعرفة معدل سعر السوق خلال فترة 3 شهور سيقومان بتسجيل عدد أسهم الأفراد لتكون 1.5 مليار سهم بدلاً عن مليار سهم، وعرض الأسهم الزائدة عن الطلب.
مشاركة :