ضخت مدرجات ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية "الجوهرة المشعة" أكثر من 72 مليون ريال في مختلف البطولات، منذ افتتاح المدينة الرياضية، وحتى مباراة الأهلي والاتحاد في الجولة الأخيرة من دوري عبداللطيف جميل، بحضور 1.33 مليون ألف مشجع. ويقسم المبلغ الكلي على جميع الفئات، حيث حضر في المنصة الذهبية ما يقارب 40 ألفا من العدد الكلي بقيمة مالية وصلت إلى 20 مليون ريال، فيما حضر 30 ألفا بالتذكرة الفضية بقيمة تسعة ملايين ريال، في حين جاء عدد الحضور في الدرجة الموحدة مليون و230 مشجعا بقيمة إجمالية بلغت 43 مليونا و50 ألف ريال. واحتضنت "الجوهرة المشعة" أربع بطولات هي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، كأس ولي العهد، دوري أبطال آسيا، ودوري عبداللطيف جميل، والأخير جذب 982484 مشجعا خلال الموسم الحالي، حيث ضخت عوائد التذاكر أكثر من 72 مليون ريال بخلاف قوالب التسويق الأخرى. من جهته، أكد فضل أبو العينين المحلل الاقتصادي أن أرقام عدد حضور المشجعين في "الجوهرة المشعة"؛ والعائد المالي على الاستثمار يمكن أن يكونا من المحفزات على التوسع في بناء الملاعب الرياضية الحديثة في المدن الرئيسة. وأضاف: "لم تعد الملاعب الرياضية تشكل عبئا على الحكومة، بل تمثل استثمارا جيدا يحقق عوائد مالية ويسهم في بناء بيئة رياضية جميلة تدعم الحضور الجماهيري وتوفر في الوقت نفسه البنى التحتية الرياضية التي تعد الملاعب من أهم مكوناتها الرئيسة". وأشار إلى أن الدخل المرتفع لـ "الجوهرة المشعة" كان نتاجا مباشرا للحضور الجماهيري الاستثنائي الذي وجد في الملعب البيئة الحضارية المحفزة فتسابق في الحضور، ما أسهم في دعم بطولات كرة القدم ودخل الأندية والمؤسسة الرياضية، وقال "الأرقام المعلنة يمكن الاعتماد عليها كمؤشر مهم في اتخاذ قرار التوسع في بناء الملاعب الحديثة، ومؤشر مهم في تقييم الدخل المتوقع للأندية من الحضور الجماهيري، والعائد المتوقع على الاستثمار في الملاعب، إضافة إلى أهميته القصوى كمؤشر استرشادي لخطط خصخصة الأندية مستقبلا". وأوضح أن كرة القدم أصبحت صناعة واستثمارا يمكن أن تحقق عوائد كبرى شريطة إدارتها وفق رؤية إدارية واستثمارية محترفة؛ في الوقت الذي تشكل فيه الملاعب الرياضية أوعية استثمارية يمكن إسنادها لمستثمرين أو رعاة يقومون ببنائها بدل الحكومة في مقابل جزء من الدخل والإعلانات. وزاد "الدخل المرتفع الناتج عن الحضور الجماهيري سينعكس إيجابا على دخل الأندية التي تشتكي ضعف الموارد المالية، وعليه نأمل تطوير بيئة الملاعب ليسهم في زيادة عدد الحضور، وبالتالي رفع الدخل في جميع الملاعب وسينعكس بشكل أكبر على دخل الأندية السعودية".