ما بين الموسم والموسم، ينتظر المزارعون في قطاع غزة، أي بارقة أمل لتصدير انتاجهم الزراعي لأى دولة في العالم من أجل تحسين ظروفهم الاقتصادية وتعويض خسائرهم الكبيرة الذين يتعرضون لها بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة، ومنه تصدير أو استيراد أي مواد تساهم في تحسين الإنتاج الزراعي. وهذا العام تمكن مزارعو الفراولة أو “التوت الأرضي”، من تصدير الذهب الأحمر كما يطلقون عليها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ودول خليجية أخرى، وكذلك إلى الأسواق الأوروبية، مما يفتح آمال واسعة أمام هؤلاء المزارعين لتحسين ظروفهم وتعويض الخسائر الذى يتعرضون لها. وقال المزارع أكرم أبو خوصة صاحب مزرعة للفراولة في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة والتي تُعد أشهر مناطق قطاع غزة في زراعة الفراولة: ” بالنسبة لنا نعتمد على الفراولة كزراعة أساسية، وكذلك كفلسطينيين لها قيمة كبيرة، لأنه يتم تصديرها للأسواق الخارجية باسم منتج فلسطيني”. ورغم الحصار المفروض على قطاع غزة، إلا أننا قمنا بأخذ دورات حول طريقة انتاج محصول عالي الجودة وخالي من المبيدات ينافس كل المنتجات التي تصل لدول أخرى، وهذا شيء له قيمة كبرى لدى المزارعين الفلسطينيين. وأوضح أبو خوصة أن عملية التصدير للأسواق الخارجية تساهم في التخفيف من البطالة المنتشرة بقطاع غزة قائلا: “انتاج زراعة الفراولة هذا العام في ازدياد خاصة أن هناك 1700 دونم، و ما يقارب من 6 آلاف عامل في هذا المجال، خاصة أننا نعتمد بشكل كبير على فتح المعابر وتصدير المنتج لأوروبا و للأسواق الخليجية”. وكانت وزارة الزراعة في قطاع غزة، أكدت على أنه تم تصدير شحنات من” التوت الأرضي” إلى دول خليجية، وذلك لأول مرة من قطاع غزة . وقال المتحدث باسم الوزارة أدهم البسيوني، إنه جرى تصدير عينة تجريبية من التوت الأرضي بمقدار 3 أطنان إلى دول خليجية من بينها الإمارات. وأوضحت وزارة الزراعة أن هذا العام شهد زيادة في المساحات المزروعة بالفراولة لتصل إلى 1750 دونم، ومن المتوقع إنتاج حوالي 5250 طن خلال هذا الموسم. وقد بدأت عملية تسويق محصول الفراولة وتصديره إلى أسواق الضفة الغربية وقد بلغت الكمية التي تم تصديرها من بداية الموسم حوالي 90 طن حتى الأن. والجدير بالذكر أن زراعة الفراولة دخلت القطاع في سبعينات القرن الماضي، ونجح المزارعون الفلسطينيون في تحويله إلى سلعة دولية. ويواجه قطاع غزة حصارا صارما منذ ثلاثة عشر عاما من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مما يزيد من معاناة المزارعين في قطاع غزة.
مشاركة :