قال بشير محمد، الباحث في شئون الجماعات الجهادية بجامعة إشبيلية الإسبانية، إن خلال السنوات 2007 و2008 وحتى مطلع 2009 شهد تنظيم "دولة العراق" (تنظيم داعش حاليًا) ضعفًا غير مسبوق، فتراجع نفوذه وانحسرت مناطق سيطرته وتم طرد مقاتليه من حواضنهم الاجتماعية إلى الصحراء، وخلال مرحلة التدهور تلك، دار جدل ونقاش حاد داخل أوساط الدائرة الضيقة لقيادة التنظيم بين من يدعون إلى مراجعة جذرية للأسلوب والهيكلة وعلى رأس النقاط الخلافية كان تفكيك التنظيم إلى فصائل لأنه أصلًا مؤلف من عدة جماعات، وبين من يرى ضرورة التمسك بالنهج الذي رسمه مؤسس الجماعة الأردني، أحمد فضيل نزال الخلايلة، المعروف بأبو مصعب الزرقاوي.وأضاف بشير في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن على رغم الهوان والضعف في العدّة والعدد، كان من أكثر المتمسكين بمشروع بقاء التنظيم كما هو كل من زعيمه، أبو عمر البغدادي، ووزير حربه أبو حمزة المهاجر (عبد المنعم عز الدين على البدوي)، اللذين رفضا أي تراجع عن النهج بل وحتى التفاوض على تجزئة التنظيم إلى جماعات.وأكد "بشير"، ولمّا بلغت النقاشات والخلافات حدّتها، وخلال اجتماع للقيادة، أطلق وزير الحرب أبو حمزة تصريحًا قال فيه "إن قلوبنا مفتوحة لكل نقد وتعديل يخص هذا المشروع، فقط لا يمكن الرجوع عن أمرين: الدولة وأميرها، لأنا اجتهدنا ونحسب فيهما الخير والبركة والفلاح" وختم كلامه بالقول "باقية" لقطع النقاش على خصومه في مسألة بقاء التنظيم كما هو أو تجزئته إلى فصائل.
مشاركة :