بات واضحاً أن المدير الفني الحالي لبرشلونة الإسباني لويس إنريكي يسير على نفس خطى المدرب الأسبق للفريق جوزيب جوارديولا العام 2009 عندما فاز في أول مواسمه مع النادي الكاتالوني بالثلاثية (الدوري والكأس ودوري الأبطال). وأصبح برشلونة على بعد مباراتين نهائيتين للتتويج بلقبي بطولة دوري أبطال أوروبا وبطولة كأس ملك إسبانيا ليكمل الثلاثية بعد أن حسم الأحد لقب الدوري الإسباني إثر فوزه على مضيفه أتلتيكو مدريد بهدف نظيف. وعادت نغمة الحديث عن السطوة واستمرارية السيطرة وارتباطهما بالنادي الكاتالوني، الذي كاد أن يفقد هذا البريق بعد كل ما حدث في العام الماضي، عندما لم يفز بأي لقب مهم تحت قيادة المدير الفني الأرجنتيني خيراردو مارتينو. وأعاد لويس إنريكي برشلونة مرة أخرى إلى القمة، وهو ما لم يتوقعه أحد قبل 4 أشهر، عندما شهدت علاقة إنريكي بنجم فريقه الأول الأرجنتيني ليونيل ميسي بعض التوتر في يناير/ كانون الثاني الماضي، في الوقت الذي كان يستقبل فيه النادي المرشحين المحتملين في انتخاباته الرئاسية المقبلة، بالإضافة إلى معايشته لتوابع الإطاحة بمدير الكرة آنذاك زوبيزاريتا. وامتلأت الصحف الإسبانية في تلك الآونة، مع صحوة ريال مدريد الكبيرة وانطلاقته الصاروخية، بالعديد من الشائعات التي أكد بعضها بشكل قاطع استقالة لويس إنريكي. إلا أنه في نهاية الأمر لم يحدث أي من تلك التوقعات وبدأ برشلونة في التقدم تدريجياً حتى انتهى به الأمر بتخطي ريال مدريد والاقتراب من حلم الثلاثية. وقالت شبكة «إي إس بي إن» التلفزيونية متحدثة عن الإنجاز المرتقب لبرشلونة: «لقد بدأ يداعب الثلاثية»، فيما قالت صحيفة «جازيتا ديلو سبورت» الإيطالية: «برشلونة يتطلع لحسم بطولة كأس الملك أمام أتلتيك بيلباو قبل مواجهة يوفنتوس في نهائي دوري الأبطال». ومن جانبها، قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن برشلونة يمكن أن يصبح الفريق الأول الذي يحقق الثلاثية مرتين. وتولى غوارديولا العام 2008 مقاليد الإدارة الفنية في برشلونة بعد ختام موسم محبط للفريق، في ظل ظروف شديدة الشبه عند جلوس لويس إنريكي على مقعد المدير الفني مطلع الموسم الجاري، ليتمكن من التغلب هو الآخر على سهام الانتقادات التي وجهت إليه في البداية وقيادة برشلونة إلى منصات التتويج. وبدت الثلاثية الأولى أمراً غير قابل للتكرار، بيد أن لويس إنريكي عاد ليجعل هذا الحلم ممكناً بعد ستة أعوام، لاسيما أن برشلونة هو المرشح الأوفر حظاً في بطولتي دوري الأبطال وكأس الملك، فضلاً عن أنه يمتلك لاعباً مثل ميسي يتمتع بجاهزية فنية مذهلة. وقاد غوارديولا برشلونة 4 مواسم حقق فيها 14 لقباً، ولكن الأمر يختلف قليلاً مع لويس إنريكي فلا أحد يعرف إن كان سيستمر في قيادة الفريق حتى الموسم المقبل أم لا، إذ إن المدرب الإسباني الشاب نفسه لا يستبعد الاحتمالات والشكوك الدائرة حول بقائه خلال كل مؤتمر صحافي يعقده بما في ذلك المؤتمر الذي أعقب حصوله على لقب الليغا أمس الأول. وقال إنريكي: «لن أتحدث عن هذا الأمر حتى ينتهي الموسم». وفي معرض رده عن سؤال حول اعتقاده بأن الفوز بالليجا يعد بداية لعهد تألق جديد لبرشلونة، أجاب إنريكي قائلاً: «لا أعرف إذا كان هذا سيحدث ولكن أرغب في ذلك من دون شك». وقد تشهد الأيام المقبلة حدوث مفارقة عجيبة، فمن المحتمل أن يرحل لويس إنريكي عن برشلونة وهو يعتلي قمة النجاح، فيما يبقى الإيطالي كارلو أنشيلوتي مديراً فنياً لريال مدريد على رغم إخفاقه في حسم أي لقب كبير هذا الموسم.
مشاركة :