تصاعدت أصوات المنظمات الدولية غير الحكومية أخيراً من أجل إيجاد حل نهائي لأزمة المهاجرين العالقة، إذ أكدت منظمة «أطباء العالم»، على لسان رئيسها فيليب دي بوتون، أن أوروبا قادرة على استيعاب هؤلاء المهاجرين بقليل مما وصفه بـ«الإرادة السياسية». ودعت المنظمات إلى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية بشأن المهاجرين، بينما أعرب دي بوتون أن تكون هذه الخطوة الأولى لوضع حل لهذه الأزمة العالقة. وفي هذا الصدد، قامت العديد من الجمعيات والمنظمات غير الحكومية، منها «أطباء العالم»، بالتعبئة في مدن حدودية مختلفة في فرنسا، للمطالبة بفتح لجنة تحقيق برلمانية على الحدود. وأوضح دي بوتون أن الهدف وراء الدعوة لتشكيل اللجنة المشار إليها هو أن يحقق أعضاء البرلمان الأوروبي في انتهاكات حقوق الإنسان على الحدود الداخلية أو الحدود الإسبانية أو البريطانية أو الإيطالية. وأضاف: «نحن نقدم هذا الطلب، لأن هناك عدداً كبيراً من حقوق المهاجرين لا يتم احترامها. يتم قمع المهاجرين بشكل غير منتظم. لا يتم منحهم الحق في طلب اللجوء. لقد تم توثيق كل هذا سنوات»، مشيراً إلى أزمة المهاجرين تزداد تعقيداً. منطق الطرد وقال دي بوتون إن الحكومات الأوروبية ترتكز على منطق طرد المهاجرين فقط، بغض النظر عن ظروفهم، فهي لا تميز بين الحالات ولا بين الفئات، سواء أطفال أو نساء أو فارين من الحرب، معتبراً ذلك «منطقاً يتجاهل الإنسان». وأشار رئيس منظمة «أطباء العالم» إلى أنه بين مايو 2018 ومايو الماضي كان هناك 830 عملية إخلاء على الساحل الشمالي في فرنسا متحدثاً عن حالات قمع ومطاردة لقوات الأمن لهم. وأكد دي بوتون أن أوروبا لها مخاوف غير مبررة اتجاه هؤلاء وأفكار سلبية مسبقة، غير أنه لو لديها إرادة سياسية تستطيع استيعابهم، وأن الحلول للأزمة موجودة. وتحدث دي بوتون عن الجهود التي تقوم بها منظمته وغيرها من المنظمات غير الحكومية، من أجل مساعدة هؤلاء المهاجرين، غير أنه أكد أنه لا يمكن تعويض مكانة الحكومات، باعتبار أن القرار في يدها، وأن كل ما تقوم بها هذه المنظمات لا يخرج عن نطاق الدعم الإنساني لهؤلاء. وأعرب رئيس منظمة «أطباء العالم»، في ختام تصريحاته، عن تشاؤمه لحل قريب أزمة اللاجئين، قائلةً: «إنها في نفق مظلم»، غير أنه قال إنه لا أحد يمكن أن يعرف المستقبل.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :