اكد نائب مدير ادارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الكويتية ناصر محارب الهين "حرص دولة الكويت المطلق على الحوار بين الثقافات وأهمية تطويره"، وذلك في كلمة القاها امام المنتدى العالمي الثالث للحوار بين الثقافات الذي بدأ اعماله في (باكو) عاصمة اذربيجان. وقال الهين: "انه انطلاقا من ايمان دولة الكويت المطلق بأهمية الحوار والتواصل اقامت عددا من المؤتمرات تدعيما لهذا الحوار بينها المؤتمر العربي- الافريقي ومؤتمر الحوار الآسيوي وسارعت للانضمام الى مبادرة تحالف الحضارات والتحقيق بفريق اصدقاء التحالف التزاما منها بدعم الحوار الحضاري والتواصل بين الشعوب". ولفت الى ان "دولة الكويت اقرت خطة عمل وطنية للفترة من 2009 و2011 تتوافق اهدافها ومقاصدها مع اهداف مبادرة تحالف الحضارات"، موضحاً ان "هذه الخطة ساهمت في تأصيل مفهوم الحوار مع عدد من الثقافات على اختلاف مشاربها ودعم الوعي الوسطي بين افراد المجتمع من خلال برامج وانشطة قامت بها الاجهزة المختصة في الدولة". وذكر ان "دولة الكويت اقامت مركزا للوسطية يدعو الى الاعتدال في الافكار والمنهج والوسطية في التعامل واحترام الراي والراي الاخر ونبذ التعصب والتميز"، مشدداً على ان "دولة الكويت لم ولن تألوا جهدا لمزيد من التنسيق بين مختلف دول وشعوب العالم انسجاما واملا بتحقيق ما نتمناه من سلام وعدالة"، ومشيرا الى ان "الكويت ستستضيف الاجتماع الوزاري لدول منظمة التعاون الاسلامي في نهاية مايو الجاري تحقيقا لمزيد من التدارس والتعاون". وفيما يتعلق بمحور المنتدى، قال الهين: "حوار الثقافات لا يعني انصهار المعتقدات بل ان الهدف منه يتمحور في دراسة جذور الاختلاف ومعالجته والحفاظ على كينونتها والخروج بمزيد من الخطوات الايجابية والمبادرات المشتركة التي تدفع للأمن والاستقرار للعالم اسره". واوضح ان "الوئام بين البشر على اختلاف اجناسهم واديانهم وثقافاتهم ومعتقداتهم يتطلب وضوحا في الرؤى وشفافية في التعاطي مع الواقع الذي يعيشه وايجاد الحلول الجذرية لأي اختلافات او انشقاقات". واعرب الهين عن ثقته بأن "التنمية الحقيقية تكمن في التوعية والتعليم وتوفير أسس متينة من الثقافات والتعاون تصب في صالح الأجيال المقبلة"، مشيرا الى ان "تحقيق ذلك يكمن في تدعيم المؤسسات التعليمية وتطويرها وخلق جيل قادر على العطاء والتسامح والابداع". ولفت إلى ان "الثروة الحقيقية تكمن في الشباب والشابات وتوفير فرص عمل لهم تمكنهم من العيش بكرامة وتحقيق ذاتهم وتدفعهم للمساهمة الفاعلة في تنمية مجتمعاتهم وتطوير مستقبلهم". وأضاف ان "مد جسور التعاون بين مختلف الشعوب والدول ونقل الخبرات ودعم التدريب بمثابة الركيزة في الاستقرار ودفع تنمية مستدامة مستقرة الاسس والجذور". وذكر ان "تحالف الحضارات بشقه الديني والثقافي والعقائدي يتطلب ان يحاط بتحالف اقتصادي تجاري منهجي وعملي يقضي على التطرف والتعصب ويدفع الى الابتكار والتطوير". ونقل الهين خلال المنتدى تحيات النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح وتمنياته الخالصة لهذا الحدث بالنجاح والتوفيق وتحقيق "ما نصبو اليه جميعا من نتائج ايجابية تصب في صالح البشرية جمعاء"، معرباً عن التقدير لجهود اذربيجان في استضافة اعمال هذا المنتدى والتميز في الاعداد والترتيب له.