مطالبات بتحويل أموال احتفالات الميلاد إلى جهود إنقاذ الحيوان المهدد بالانقراض

  • 12/10/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دمرت حرائق الغابات التي اندلعت في أنحاء متفرقة من أستراليا منذ أكتوبر الماضي، الكثير من موائل حيوان الكوالا، وأدت إلى مقتل أكثر من 2000 رأس من الحيوان الذي يعتبر كنزا قوميا مع الكونغورو، حسب قول الخبراء. وقال دايلان بوج، رئيس تحالف شمال شرق الغابات في أستراليا للجنة التحقيق المعنية ببحث شؤون أعداد الكوالا وموائله في نيو ساوث ويلز، إنه من المحتمل أن يكون أكثر من ألفي رأس من حيوان الكوالا قد لقت حتفها في الحرائق، مع فقدان ما يصل إلى ثلث موائلها عند الساحل الشمالي للولاية. وتؤكد سو آشتون، رئيسة مستشفى الكوالا في بورت ماكواري، أن “حيوانات الكوالا هذه تكتسي أهمية خاصة لأنها جدّ متنوّعة على الصعيد الجيني”، مضيفة “إنها لمأساة وطنية لأن مجموعة الكوالا فريدة من نوعها”. ويقول الكثير من نشطاء البيئة والحياة البرية إن أماكن عيش هذا الحيوان الذي ينتمي إلى فصيلة الدببة الجرابية تتناقص، حيث تتراجع أعداده بسبب تدمير موائله، وأيضا بسبب قتله على الطريق ومهاجمة الكلاب له، بالإضافة إلى الإصابة بالكلاميديا، وهو مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي. والكوالا هو نوع من الثدييات، ذو جراب مفتوح من جهة الخلف، ويعيش على الأشجار عادة، حيث يتعلق بالأغصان بواسطة أظافره الطويلة والقوية، ويتغذى على ورق شجرة الصمغ وورق أشجار أويكالبتوس. ويصعد الكوالا إلى أعلى الأشجار أثناء حرائق الغابات، وقد ينجو إذا لم تأت النيران على الأشجار، لكن إمكانية نجاته باتت قليلة مع تواصل اشتعال النار في الغابات. وقال الخبراء، إن أزمة حرائق الغابات زادت من خطر انقراض الأنواع، فيما ذكر رومان كريستسكو خبير البيئة في جامعة صن شاين كوست، “في ظل تغير المناخ وتدمير الموائل وانتشار الأمراض، تواجه حيوانات الكوالا الكثير من التهديدات. هذه الحرائق هي واحد من عدة أشياء تهددها لذلك نحتاج بالفعل إلى العمل على حمايتها بطريقة أفضل”. والمعروف أن الكوالا البالغ يتغذى على رطلين من أوراق الأشجار يوميا. ورغم أن الأشجار التي أهلكتها الحرائق ستنمو مرة أخرى بعد انتهاء موجة الحرائق، فإنها ستترك الحيوانات الناجية جائعة لعدة أشهر حتى تمام الإنبات. وأوضحت مجلة “فوربس” أن الكوالا بات يعاني تراجعا في حجم الدور الأيكولوجي الذي يلعبه، فضلا عن تراجع احتمالات قدرته على البقاء كفصيل على المدى الطويل، نظرا لوجود أسباب عديدة تعزز تراجع هذا الدور، أبرزها أنه بغض النظر عن حرائق غابات أستراليا التي تمثل تهديدا مباشرا لحياة الكوالا ونجم عنها هلاك أعداد كبيرة منه، فإن عوامل البقاء، وتحديدا المصادر التي يعتمد عليها الكوالا في الحصول على إمداداته الغذائية الرئيسية، مثل أشجار الكينا- الإكليتوس، لم تعد بمنأى عن الهلاك بفعل الحرائق. ولإنقاذ هذا الحيوان قام عشاق الكوالا بإطلاق حملة تبرعات إلكترونية حصدت مليون دولار أسترالي (680 ألف دولار أميركي) الخميس الماضي، لتصبح أكبر حملة أسترالية على منصة “غوفاندمي” الإلكترونية هذا العام، كما يطالب الأستراليون الحكومة بسن قانون حماية الكوالا والذي تم تقديمه في عام 2016 ولم يتم تمريره وسَنّه حتى الآن. أعداد الكوالا تتناقص بسبب قتله على الطرق ومهاجمة الكلاب له، بالإضافة إلى الإصابة بمرض الكلاميديا وقد حصدت صفحة لحشد التبرعات من العامة، أنشأها مستشفى بورت ماكويري للكوالا من أجل إقامة محطات للمد التلقائي بمياه الشرب للكوالا البرية، أكثر من مليون دولار أسترالي مع تبرعات من 20 ألف شخص من بلدان عدة بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وقد نالت الحملة الخيرية، “ساعدوا الكوالا العطشى المنكوبة جراء الحرائق الأخيرة”، تبرعات فاقت بكثير الهدف المحدد أساسا عند 25 ألف دولار أسترالي، كما تجاوزت قيمة التبرعات المجموعة في أي حملة أخرى في أستراليا هذا العام. ووقع عشرات الآلاف من الأستراليين على التماس عبر الإنترنت يطلبون فيه إلغاء الألعاب النارية الشهيرة الخاصة باحتفالات عشية رأس السنة في سيدني، وتوجيه الأموال التي من المفترض أن تنفق على هذه الاحتفالات إلى صناديق الإغاثة من حرائق الغابات. وجاء في الالتماس “كان 2019 عاما كارثيا في أستراليا بسبب الفيضانات والحرائق. وجهوا الأموال التي ننفقها على الألعاب النارية عشية رأس السنة الجديدة إلى المزارعين ورجال الإطفاء وجمعيات رعاية الحيوان”. وفي احتفالات العام الماضي، تم إنفاق أكثر من 5.8 مليون دولار على الألعاب النارية في سيدني، والتي حضرها أكثر من مليون زائر. وأعلنت حكومة ولاية كوينزلاند الأسترالية خططا لتخصيص أكثر من نصف مليون هكتار من الأراضي للحفاظ على الكوالا، بعدما دمرت حرائق الغابات الأخيرة في البلاد موائل هذا الحيوان. وكشفت حكومة ولاية كوينزلاند الأحد عن خطط لإعلان أكثر من 570 ألف هكتار من الأراضي “منطقة ذات أولوية للكوالا”، في إطار استراتيجية جديدة. وقالت رئيسة وزراء كوينزلاند، أنستازيا باليشيه، “حرائق الغابات كان لها تأثير مدمر على الحياة البرية لدينا”، مضيفة “رأينا الكثير من حيوانات الكوالا المصابة التي وصلت إلى جميع مناطق الجنوب الشرقي. العديد منها في طريقه إلى التعافي، ولكننا بالطبع فقدنا الكثير أيضا”. وقالت لين إينوك، وزيرة البيئة في ولاية كوينزلاند، “إن استراتيجية الكوالا تستند إلى أفضل العلوم المتاحة لحماية الموائل ومنح هذا الحيوان أفضل فرصة للبقاء”. وأضافت “يعد الكوالا من الأنواع الأيقونية التي لها أهمية محلية وقومية ودولية… ويريد سكان كوينزلاند أن يروها تتمتع بالحماية”. وأوضح مارك تاونند، رئيس المجلس الاستشاري للكوالا، “تتناول الاستراتيجية جميع التهديدات التي تؤثر على أعداد الكوالا، والتي تشمل فقدان الموائل وإدارة الأمراض وحوادث العربات وهجمات الكلاب”. وأضاف “يمكن أن يكون مواطنو كوينزلاند على ثقة من أن حيوان الكوالا سيكون موجودا حولهم لفترة طويلة مستقبلا”. وكانت منظمة “وورلد وايد فور نيتشر” غير الحكومية في أستراليا ذكرت في تقرير لها العام الماضي أنه من المحتمل أن يكون هناك نحو 20 ألف رأس من حيوان الكوالا قد غادرت ولاية نيو ساوث ويلز، وحذرت من انقراض الحيوان في الولاية بحلول عام 2050، ويرجع ذلك أساسا إلى “إزالة الأشجار بشكل مفرط من أجل الزراعة”. وتقدر مؤسسة “أستراليا كوالا فاونديشن” وجود ما يتراوح بين 34.000 و100.000 رأس من هذا الحيوان في أستراليا، مشيرة إلى أنه يواجه “الانقراض بشدة”.

مشاركة :