تقارب أميركي ـ روسي لوضع حل للأزمة السورية بتحقيق انتقال سياسي

  • 5/19/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

في توقيت متزامن مع بدء المباحثات في مقر وزارة الخارجية الروسية مع مساعدة وزير الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند حول تطورات الأزمة الأوكرانية، بدأت في موسكو أمس مشاورات روسية - أميركية حول الأزمة السورية. وتستهدف واشنطن الحصول على مساندة موسكو لوضع حد للحرب في سوريا، وتقويض الدعم الروسي لنظام الأسد، إضافة إلى تقويض الدعم الإيراني للأسد في حال سارت المفاوضات الدولية مع طهران في مسار إبرام اتفاق نهائي. وقال مبعوث الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف في تصريح لـ «الشرق الأوسط»: إن «وصول المبعوثين الأميركيين إلى روسيا، ومباحثاتهم في سوتشي وموسكو مرورا بكييف، خطوة مهمة على طريق انفراجة نسبية في العلاقات بين البلدين قد تساهم إلى حد كبير في (حلحلة) المواقف تجاه العديد من الأزمات، وفي مقدمتها الأزمة الأوكرانية وتطورات الأوضاع في سوريا». وأجرى المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا دانيال روبنشتاين مباحثات مكثفة في موسكو، أمس الاثنين، مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وسيرغي فرشينين مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الروسية، حول الأزمة السورية وإمكانية وضع مفاهيم محددة لوضع حل لتحقيق الانتقال السياسي في سوريا على أساس بيان «جنيف1». وشرح بوغدانوف انها «تتناول مختلف جوانب الأزمة السورية، من منظور ضرورة العمل من أجل دفع العمل صوب تنفيذ ما نص عليه بيان جنيف الصادر في 30 يونيو (حزيران) 2012، وتشجيع الأطراف المعنية من أجل استئناف الحوار المباشر حول بنود هذه الوثيقة». وأشار إلى ان بيان جنيف «يظل الأساس المناسب للتسوية» السياسية في سوريا. ومن المقرر أن يتوجه روبنشتاين إلى جنيف لمناقشة التحضير لـ«جنيف3» مع المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا الذي يرافقه إلى تركيا، حيث يعقد روبنشتاين محادثات مع المسؤولين الأتراك في إسطنبول، ثم إلى المملكة العربية السعودية؛ حيث يطلعا المسؤولين السعوديين على نتائج المحادثات والجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق انتقال سياسي في سوريا. ولم تكشف وزارة الخارجية الروسية عن تفاصيل مشاورات روبنشتاين في موسكو، فيما اكتفت وكالة أنباء «تاس» الرسمية بالإشارة، نقلا عن «مصدر دبلوماسي خاص»، إلى أن «الطرفين يعولان على بحث أعمق ومفصل أكثر للمسائل المتعلقة بالتسوية السياسية للأزمة السورية». واستشهدت بما صدر عن وزارة الخارجية الأميركية حول أن «روبنشتاين سيتحدث خلال جولته عن ضرورة انتقال سياسي ثابت في سوريا على أساس اتفاقات جنيف، وكذلك عن استمرار التعاون مع قيادة المعارضة السورية المعتدلة». وقالت الخارجية الأميركية: «الهدف من الجولة التي يقوم بها روبنشتاين في المنطقة هو اللقاء مع المسؤولين في الحكومات المختلفة؛ لمناقشة تهيئة الظروف لتحقيق انتقال سياسي قابل للاستدامة في سوريا، باعتبار أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في سوريا، ومساعدة السوريين لوضع أسس تشكيل حكومة حرة وديمقراطية وشاملة». من ناحية أخرى، أشارت وكالة «تاس» إلى ما ذكره المستشار الصحافي للسفارة الأميركية في موسكو ويل ستيفينس، أن جولته في المنطقة تستمر حتى تاريخ 27 من الشهر الحالي». وقالت: «الموضوع السوري قد طرح خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى روسيا؛ حيث أعلن الأخير عقب لقاءاته في سوتشي مع الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الروسي سيرغي لافروف، عن اتفاقه مع لافروف على «دراسة مفاهيم محددة» لتسوية الوضع في سوريا، وكذلك الاستمرار في هذا الحوار خلال الأسابيع المقبلة بطريقة فعالة أكثر». وردا على سؤال بشأن ما إذا كان اللقاء يمكن أن يتناول المسائل المتعلقة بمصير الرئيس السوري بشار الأسد، قال بوغدانوف لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المسألة تحديدا أمر يخص الشعب السوري والأطراف المعنية في الحوار السوري -السوري»، وإن كان قد لمح إلى المخاطر التي نجمت عن غياب أنظمة الدولة، وانهيار المؤسسات الدستورية في كل من ليبيا والعراق واليمن. وأضاف أن الأمور تستحق المبادرة بإعلان الجانبين الالتزام بوقف إطلاق النار، ومناشدة الأطراف الخارجية بذل الجهود اللازمة في هذا الاتجاه. إلى ذلك، تستعد بريطانيا لتدريب المعارضة السورية المسلحة بإرسال 85 جنديا، وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية لـ«لشرق الأوسط»: «بريطانيا تترأس هذه العملية بقيادة الولايات المتحدة لتدريب المعارضة السورية خارج سوريا، في مثل: تركيا وقطر والأردن». وقالت المتحدثة: «يوجد حاليا 85 من القوات البريطانية، وقد يزيد العدد حسب تطور التدريب»، وأضافت: «تدربهم القوات البريطانية المعارضة على استخدام الإسعافات الأولية وتثقيفهم بقوانين النزاعات المسلحة». وسينضم الجنود البريطانيون إلى مبادرة أميركية لتدريب خمسة آلاف من أفراد المعارضة المسلحة السورية كل عام خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. وكانت صحيفة «صنداي تلغراف» قالت الأحد الماضي، نقلا عن مصدر في وزارة الدفاع البريطانية: «التدريب يهدف إلى أن تكون لدى المعارضة السورية المسلحة القدرة على قتال قوات الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم داعش»

مشاركة :