اعتبر اختصاصيون في القطاع الزراعي أن الاتجاه إلى إيقاف زراعة الأعلاف الخضراء في المملكة لن يكون الحل الجذري للحد من استنزاف المياه الجوفية، نظراً لتوجه كثير من المزارعين إلى البحث عن منتجات زراعية بديلة للأعلاف مثل النخيل. وأشاروا في حديثهم لـ«الحياة» إلى أن الأعلاف المركبة (المصنعة) هي البديلة للأعلاف الخضراء على رغم أن الطلب عليها محدود بسبب عدم تعود مربي المواشي عليها، وهذا يحتاج إلى وقت للتدرج في استخدامها، خصوصاً أن هذه الأعلاف متوافرة بشكل يلبي حاجة السوق بشكل كبير. وقال الاختصاصي في الزراعة الدكتور عبدالعزيز الحربي، إن الاتجاه إلى إيقاف زراعة الأعلاف الخضراء في المملكة لن يحد من اتجاه المزارعين إلى البحث عن منتجات زراعية أخرى تؤدي بالتالي إلى استنزاف المياه الجوفية مثل زراعة النخيل التي تشهد نمواً كبيراً في الوقت الحاضر. وأشار إلى أن الكثير من المزارعين ومربي المواشي يعتمدون على الأعلاف الخضراء من أعوام عدة، ومن الصعب إقناعهم بالأعلاف المركبة في وقت قصير، لافتاً إلى أن إيقاف زراعة الأعلاف يتطلب توفير بدائل أخرى للمزارعين. وأضاف أنه لا يؤمن بالحلول الجزئية، مطالباً بإيجاد حلول نهائية ضمن خطة استراتيجية متكاملة يتم من خلالها التدرج في استخدام الأعلاف المركبة وتوفير بدائل أخرى للمزارعين ومربي المواشي. وأكد أن مشاريع الألبان في المملكة اعتمدت على توفير الأعلاف الخضراء لمشاريعها من خلال الزراعة الخارجية لتغطية الطلب عليها، إضافة إلى الأعلاف المصنعة جزئياً، موضحاً أن جزءاً من الكثير من المزارعين الذين توقفوا عن زراعة القمح اتجهوا إلى زراعة الأعلاف والجزء الآخر إلى النخيل، وهذا يؤكد ضرورة إيجاد خطة استراتيجية للحد من استنزاف المياه الجوفية. من جهته، قال مسؤول شركة زراعية (فضل عدم ذكر اسمه) إن البديل للأعلاف الخضراء هي الأعلاف المركبة التي أثبتت نجاحها في كثير من المشاريع مثل الألبان والدواجن، لافتاً إلى أن إيقاف زراعة الأعلاف الخضراء يأتي ضمن خطة الأعلاف التي سبق إقرارها والموافقة عليها من الجهات المختصة. بدوره، قال بائع الأعلاف الخضراء في الرياض أحمد حسين إن الطلب على الأعلاف الخضراء مازال مرتفعاً على رغم ارتفاع أسعارها أخيراً، مشيراً إلى أن الطلب على الشعير والبرسيم يحتل المركز الأول ثم يأتي الطلب على الأعلاف المركبة. وذكر أنه يبيع يومياً كميات كبيرة من الشعير، خصوصاً أن الكثير من مربي المواشي يعتمدون عليه من أعوام عدة، لافتاً إلى أن زراعة البرسيم لم تتوقف ويوجد إنتاج كبير من الكميات ويتم ضخها في السوق أسبوعياً. وكانت مصادر زراعية ذكرت أن الجهات المختصة تدرس إيقاف زراعة الأعلاف الخضراء في المملكة بشكل تدريجي خلال الأعوام المقبلة، وسيتم الاعتماد على الاستيراد من الخارج وتوفير مصادر بديلة محلياً مثل الأعلاف المركبة. وتعتبر المملكة أكبر مشترٍ للشعير عالمياً، إذ استهلكت المملكة في العام 2010 نحو 52 في المئة من كميات الشعير المطروحة للبيع في الأسواق العالمية، ونتيجة لحجم طلب المملكة الكبير واعتمادها على هذا المنتج، فقد شهدت الأسعار العالمية للشعير ارتفاعات عدة على مدى الأعوام الماضية، ما حمل الحكومة على التدخل من طريق زيادة نسبة الإعانة المدفوعة للشعير لإبقاء الأسعار في متناول المستهلك. وتعمل المملكة على تشجيع استخدام الأعلاف المركبة المعروفة بفعاليتها، ودعمت الاستثمار المحلي في صناعتها بتقديم إعانة على المواد الخام الرئيسة المستخدمة في إنتاجها من أجل السيطرة على أسعارها، ما ساعد في زيادة عدد المصانع في المملكة إلى أكثر من 46 مصنعاً.
مشاركة :