ورد سؤال للدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف من سائل يقول "ما حكم اللجوء إلى الدجالين والمشعوذين؟أجاب جمعة، في فتوى له، أن اللجوء إلى الدجالين والمشعوذين والاعتماد عليهم في جلب الخير أو دفع الشر نهى عنه الشرع؛ فعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ أَوْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ أَوْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ، وَمَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ» رواه البزار بإسناد حسن. وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إتيانَ هؤلاء وتصديقَهم مانعًا من قبول العمل فقال: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَصَدَّقَهُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» رواه مسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم.هل المسحور محاسب على ما يفعل ؟أجاب الشيخ عبد الله العجمي، مدير إدارة التحكيم وفض المنازعات وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال: "هل المسحور محاسب على ما يفعل؟".وقال الشيخ عبد الله العجمي: "عليه أولًا أن يثبت أنه مسحور وليس مريضًا ولا يضلل الناس بأفعاله التي يرتكبها ضد الناس، ثم نقول عنه إنه مسحور".وأضاف أن "من غلب على عقله فهو غير مكلف، فطالما غلب على عقله ساعة فعله فهو غير مكلف، ولكن بشرط أن يكون مغلوبا على عقله حقيقة وفعلًا".حكم الاقتراض من أجل أعمال السحر قال الشيخ عويضة عثمان، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن أعمال السحر والدجل التي يريد بها الساحر التأثير على المسحور؛ لا يجوز لمؤمن ولا مؤمنة اللجوء إليها، فضلا عن الاقتراض لها، وأنها لا تضر أو تنفع إلا بإذن الله، مشيرًا إلى قوله تعالى: «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا»، وقوله «وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ».وأضاف الشيخ عويضة عثمان، في فيديو بثته دار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيسبوك، ردًا على سؤال: "ما حكم الدِين في الأعمال التي ترش وتدفن أو بمعنى أصح السحر، وما هو تأثيره على المسحور؟"، أن العبد ينبغي عليه التوكل على الله والتحصن بقراءة القرآن يوميًا والمحافظة على الأوراد والأذكار الثابتة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، كأذكار الصباح والمساء وقراءة سورة البقرة في البيت، حتى يقي نفسه وأهله من السحر والعين والحسد.وأوضح أمين لجنة الفتوى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «اجتنبوا السبع الموبقات» رواه البخاري، وعَدَّ منها السحر، مشيرًا إلى أن للسحر حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة، لكن لا يعني كونه مؤثرًا بذاته ولكن التأثير هو لله تعالى وحده؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾.وأكد أنه يجب الاعتقاد بأن كل شيء بقضاء الله تعالى، ولا يقع في ملكه تعالى إلا ما يريده، لافتًا إلى أنه يجب الإيمان بأن الله فعال لما يريد، والنفع والضرر من عنده، وتفويض الأمر لله، والرضا بما قضى به.واختتم الشيخ عويضة عثمان حديثه بالنصيحة للسائل بتقوية الصلة بالله، وأن يكون دائمًا في ذكر الله وذلك بالصلاة وقراءة القرآن والاستغفار، مشيرًا إلى عدم اللجوء إلى الدجالين والمشعوذين فإن ذلك انحراف عن الطريق المستقيم "بحسب تعبيره".
مشاركة :