لماذا يزداد الوزن بعد الخضوع لجراحة تحويل مجرى المعدة؟

  • 12/11/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دخلت البريطانية، أنجيلا تشسوورث، غرفة العمليات لإجراء جراحة إنقاص الوزن، في وضع نفسي صعب، بعمر 40 عاما كان تزن 152 كيلوغراماً وقد جربت كل أنظمة الحمية الغذائية والتمارين الرياضية، وعاتبت نفسها كثيراً لأنها أخفقت في فقدان الوزن، وأمضت أفضل أيام حياتها تعاني من الإحباط، وكان وزنها يؤثر أيضا على صحتها، إذ بدأت تشعر بتوقف تنفسها أثناء النوم، وتنام جلوساً مع قناع من الاوكسجين. منحتها جراحة تحويل مجرى المعدة أملاً في حياة طبيعية، فتمكنت من فقدان 76 كيلوغراما في السنة الأولى، لكن بعد تلك الفترة الوردية وجدت من الصعوبة وقف عودة عادات سابقة فزاد وزنها 12 كيلوغراماً. تعرب عن اعتقادها بأن الجراحة لم تتعامل مع قضايا أساسية معقدة أدت الى اكتسابها الوزن في المقام الأول، وقد قالت لصحيفة "ديلي ميل": "في ذهني، سوف أبقى دائماً أنجيلا السمينة"، وفيما تشير الدراسات إلى أن عدداً كبيراً من المرضى ينقص وزنهم بعد العملية وتتحسن مؤشرات السكري وضغط الدم لديهم، تبقى هناك مخاوف متزايدة من أنهم لا يحصلون على الدعم النفسي الذي يحتاجونه. فتلك العمليات قد تفاقم مشكلات الصحة العقلية، حيث تشير الإحصاءات إلى أن نصفهم تقريباً يستعيدون بين 5 الى 10% من الوزن الذي خسروه، وما يصل إلى 15% يستعيدون كل ما خسروه وأكثر. كانت انجيلا عرضة للتنمر منذ الطفولة بسبب وزنها، لم تخبر أحداً إذ اعتقدت أن المتنمرين كانوا على حق، "كانت بدينة وتستحق أن تعاقب"، وقد ازداد وزنها بشكل كبير عند البلوغ وعانت من اضطراب في الأكل، واصبح ملء فمها بكميات هائلة من الطعام طريقتها للتعامل مع المواقف الصعبة. قبل الجراحة، قابلت اخصائي نفسي مرة واحدة، وهذا لم يكن كافياً، قالت: "اعتقدت أن كل شيء خطأ في حياتي كان بسبب وزني وان الجراحة بإمكانها ان تشفيني، لكن المشكلات النفسية المرتبطة بزيادة الوزن، بما في ذلك تدني تقدير الذات والقلق الاجتماعي واضطرابات الاكل الراسخة لا تختفي تلقائياً مع انخفاض الوزن"، وقد رغبت في أن تؤذي نفسها بعد 18 شهراً من الجراحة لأنها شعرت بانها تفشل وبلا قيمة. تجربة انجيلا ليست فريدة من نوعها، حسبما أفادت دراسة استرالية نشرت في مجلة "جاما للطب النفسي" بعد تحليل سجلات حوالي 25 ألف شخص خضعوا للجراحة على مدى تسع سنوات. فقد تبين أن أذى النفس كان خمس مرات أكثر شيوعاً بعد العملية من قبلها، مع خطر الدخول الى وحدة الطب النفسي ثلاث مرات أعلى، بما في ذلك اللجوء للتعاطي. فالمرضى كما تبين، لا يحتاجون فقط لتغيير في الشكل، بل تغيير في السلوكيات وأنماط التفكير. تنقل " ديلي ميل" عن رئيس الجمعية البريطانية لجراحة السمنة والتمثيل الغذائي، ديفيد كايرغان: "التقييم والدعم النفسيين قبل العملية وبعدها أمر بالغ الأهمية، لأنه عندما يتعذر على من استخدم الطعام كعكاز للتعامل مع عواطفه طوال حياته، من القيام بذلك، يشعر بضيق شديد، فينتقل أحيانا نحو الادمان، أو يعود الى عادات تناول الطعام السابقة ما ان يتمكن". بدورها، تشير الدراسات إلى أن تلك العمليات تعمل فقط لعام أو عامين، حيث تعمل الانسجة على إصلاح نفسها، وبعد تلك النقطة، فإن التغييرات في أسلوب الحياة والعقلية يصبح حيوياً. وطبعاً ليس البدناء جميعاً يعانون من مشكلات نفسية، حسبما أكد الدكتور  في الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا ماكس بمبرتون، لكن يبقى السؤال لماذا ازداد وزنهم لهذا الحد، وهذا ما لا تعالجه الجراحة التي عدا تداعياتها على الصحة الجسدية، تؤثر في الصحة النفسية، وتقديمها كخيار يبقى حلاً كسولاً مليئاً بالشوائب، حسب قوله.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :