بيروت: «الخليج» تواصلت الاحتجاجات الشعبية اللبنانية، أمس، واستمر المعتصمون في الساحات بأعداد رمزية على الرغم من الطقس السيئ، فيما عمد محتجون إلى قطع بعض الطرق في الشمال والبقاع، واعتصموا أمام بعض المؤسسات، في وقت باشرت القوى السياسية مشاورات التكليف والتأليف؛ حيث تتركز الاتصالات على معرفة اتجاهات الكتل النيابية من مسألة تكليف رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، وحسم الموقف قبل موعد الاستشارات النيابية الملزمة، يوم الاثنين المقبل، في حين أكد وزير الخارجية الفرنسي جان أيف لو دريان، أمس، أن اجتماع باريس، اليوم الأربعاء، يهدف إلى حض السلطات اللبنانية على استيعاب خطورة الوضع، لافتاً إلى أن «الاجتماع سيكون دعوة قوية للسلطات اللبنانية لتشكيل حكومة بسرعة؛ من أجل تنفيذ إصلاحات»، بينما أكد مسؤول لبناني أن لبنان لا يتوقع تعهدات بمساعدات جديدة خلال المؤتمر. وعمد المحتجون، صباح أمس، إلى قطع أوتوستراد المنية شمالاً والطريق البحرية، فيما قطع عدد من المحتجين طريق الاوتوستراد العام عند الكورنيش البحري في طرابلس بالإطارات المشتعلة، وأضرموا النار في آليات شرطة بلدية الميناء، وأحد المكاتب. وسبق أن تجمّع عدد من المتظاهرين أمام منزل النائب فيصل كرامي في طرابلس ليل أمس الأول، فتصدى لهم الحراس، وتطور الأمر إلى تلاسن واستفزازات، ورمي أكياس النفايات، ورشق بالحجارة بين المحتجّين وحرّاس المنزل، ما أدى إلى إصابة 6 عسكريين بجروح مختلفة، بعدما تدخلت وحدات الجيش المنتشرة للفصل بين الطرفين، وعملت على تفريق المتظاهرين، ومنعهم من افتعال أعمال الشغب وإضرام النيران في مستودعات النفايات. من جهة أخرى، تعقد مجموعة الدعم الدولي للبنان، اليوم، في العاصمة الفرنسية باريس اجتماعاً على مستوى الأمناء العامين لوزارات الخارجية من الدول الخمس الكبرى ودول أخرى برئاسة مشتركة فرنسية عبر الوزير لو دريان وأممية عبر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، وفي حضور الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي. ومن جهته، قال نديم المنلا كبير مستشاري الحريري رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال ل«رويترز»، إن اجتماع باريس سيعبر على الأرجح عن الاستعداد لتقديم الدعم للبنان فور تشكيل حكومة جديدة تلتزم بتنفيذ الإصلاحات. وقال: «سيقرون بوجود مشكلة قصيرة الأجل وبأنه متى، وإذا ما تشكلت حكومة تستجيب لطموحات الناس، فإن المجتمع الدولي سيكون على الأرجح على استعداد للتدخل وتقديم الدعم، أو تقديم الدعم الإضافي، للبنان». وأضاف: «هذا ليس مؤتمراً للتعهد بمساعدات».
مشاركة :