احتفل محرك البحث الشهير غوغل بالذكرى الثامنة والتسعين لميلاد الفنانة العراقية عفيفة إسكندر التي ولدت في 10 ديسمبر 1921 وتوفيت في الثاني والعشرين من أكتوبر 2012 تاركة المئات من الأغاني. ويمثل احتفاء محرك البحث الشهير بفنانة عاشت على مدار العقود الأخيرة من عمرها في النسيان حتى تم استذكارها عام 2003، اعترافا بنجمة عراقية أرّخت بغنائها لتاريخ من الوله والحب. وكتبت سيرتها في مسلسل تلفزيوني قدم قبل سنوات في قناة الشرقية وأدت أغانيها الفنانة أصيل هميم. وتعتبر عفيفة إسكندر أو “فاتنة بغداد” من الأسماء الفنية المتميزة، فقد كانت تشكل مع سليمة مراد وزكية جورج النخبة الغنائية الأولى في العراق خلال العصر الملكي، وكان كبار المسؤولين في الدولة العراقية من ملوك وقادة ورؤساء ووزراء يطلبون ودّها ويطربون لصوتها ويحضرون حفلاتها. وقدّم كبار الملحنين العراقيين أغاني لعفيفة إسكندر لكن اللحن الوحيد الذي قدمه الموسيقار العراقي صالح الكويتي كان المميز أكثر في تجربتها الغنائية، لأنه كان يقدم أغلب ألحانه إلى زكية جورج وسليمة مراد. كما نجحت إسكندر في أداء ألحان الفنان خزعل مهدي وناظم نعيم ورضا علي وعباس جميل. وكانت لعفيفة إسكندر تقاليد خاصة في الفن والحياة، حيث كانت تملك صالونا في منزلها، وضمّ مجلسها في ذلك الوقت أبرز رجالات السياسة والأدب والفن والثقافة في البلاد. وما زالت صورتها مع عالم الاجتماع العراقي علي الوردي تتداول بوصفها واحدة من أشهر صور تلاقي الغناء بالثقافة. وإذا كان فنها لافتا للانتباه، فإن حياتها كانت كذلك أيضا، فقد ولدت في الموصل من أب عراقي مسيحي وأم يونانية، وعاشت في بغداد. غنّت في عمر خمس سنوات وأحيت أول حفلة لها في عام 1935، لُقبت من المجمع العربي الموسيقى بمونولوجست، لكونها تجيد ألوان الغناء والمقامات العراقية. وهي من عائلة مثقفة فنيا، والدتها كانت تعزف على أربع آلات موسيقية، وكانت أول المشجعين لها، وتنصحها دوما بأن الغرور هو مقبرة الفنان. وتزوجت وهي في سن الـ12 عاما من عازف وفنان عراقي يدعى «إسكندر اصطفيان» يكبرها بأكثر من 38 عاما، ومنه أخذت لقب إسكندر.