تقرير إخباري: حماس تنفى التقارير المتواترة عن مباحثات سرية لاتفاق تهدئة طويل الأمد مع إسرائيل

  • 12/11/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

غزة 10 ديسمبر 2019 (شينخوا) نفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم "الثلاثاء"، صحة التقارير المتواترة عن مباحثات سرية لاتفاق تهدئة طويل الأمد بين الحركة وإسرائيل في قطاع غزة مع بروز مؤشرات عملية على مثل هذا التوجه. وأصدرت حماس بيانا تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه جاء فيه أن الحركة "تنفي ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام حول تهدئة طويلة الأمد مع الاحتلال الإسرائيلي، وما صاحبها من فبركات وأكاذيب وافتراءات". وقالت حماس إن موضوع التهدئة طويلة الأمد "لم يعرض أصلا في لقاءات الحركة مع الوسطاء وما ينشر في وسائل الإعلام هو امتداد لحملات التحريض والتشويه للحركة ولمواقفها ولبرنامج المقاومة". وأضافت الحركة أنها "عودت الشعب الفلسطيني على الوضوح والصراحة، وأي نقاش للقضايا الوطنية واتخاذ أي قرارات بشأنها لن يكون إلا في إطار الإجماع الوطني والشراكة السياسية". وكان وفد من حماس برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية زار قبل أيام العاصمة المصرية القاهرة واجتمع مع مسئولين من جهاز المخابرات العامة لبحث تطورات الأوضاع في غزة. وتزامن الحديث المتواتر عن مباحثات التهدئة طويلة الأمد في غزة مع بدء بناء مستشفى تديره منظمة أمريكية بموافقة إسرائيل بموجب تفاهمات سابقة لوقف إطلاق النار في القطاع. وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة، عقب سيطرة حركة حماس عليه بالقوة، عقب جولات اقتتال داخلي مع الأجهزة الأمنية الموالية للسلطة الفلسطينية في عام 2007. وشنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، الأولى نهاية العام 2008 وبداية عام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير صيف عام 2014 والذي خلف تدمير ألاف المنزل السكنية ودمار هائل بالبني التحتية للقطاع. وتتوسط مصر والأمم المتحدة وقطر منذ أكثر من عام في تفاهمات سعيا لإدخال تسهيلات إنسانية لغزة ومنع مواجهة مفتوحة جديدة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل على خلفية مسيرات العودة التي بدأت في 30 مارس 2018 للمطالبة برفع الحصار عن القطاع. وذكرت صحف إسرائيلية قبل أيام أن "خطة كبرى" إسرائيلية يجري التحضير لها، من أجل إقامة مناطق صناعية على طول السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الاسرائيلية المحاذية لها. ونشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية مقالا للكاتب الإسرائيلي متان تسوري، يتحدث فيه عن "محادثات التسوية بين إسرائيل وحماس، تجري هذه الأيام بوتيرة سريعة وبنبرة متفائلة نسبيا، من تحت السطح، في قنوات شبه سرية". وتطرق متان في مقاله إلى أن المحادثات السرية غير المباشرة تتزامن مع مبادرة ستعمل إسرائيل خلالها على التنمية الاقتصادية في قطاع غزة وغلافها. وذكرت يديعوت أحرنوت في مقال آخر لها بأن لديها تفاصيل "الخطة الإسرائيلية كاملة"، التي تتضمن العمل على عدد من المشاريع على طول حدود القطاع، وستقام المشاريع في الأراضي الإسرائيلية. وقالت الصحيفة إن " تلك المشاريع ستضم عمالا فلسطينيين، بما يضمن تحسن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لهم، وبالتالي يكفل التقليل من دائرة العنف الموجودة في قطاع غزة تجاه إسرائيل". وفي الوقت ذاته ستعمل إسرائيل على إمداد قطاع غزة بخط آخر من الكهرباء في إسرائيل، للحد من أزمة الكهرباء المتفاقمة في القطاع منذ ما يزيد عن عقد من الزمن. وكانت الحكومة الإسرائيلية كشفت عن مقترح لإمكانية إقامة جزيرة اصطناعية عائمة قبالة سواحل قطاع غزة، بعد الهدوء النسبي الذي شهده القطاع مؤخرا. وذكرت القناة الإسرائيلية 12 أن وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت أوعز مساء "السبت" الماضي لمسؤولين عسكريين بدراسة المشروع. وطرح وزير الخارجية الإسرائيلي الحالي يسرائيل كاتس فكرة إنشاء جزيرة اصطناعية عائمة قبالة سواحل قطاع غزة عام 2016 عندما كان وزيرا للنقل والمواصلات في الحكومة الإسرائيلية. وقال كاتس، في تصريحات صحفية نقلتها القناة الإسرائيلية 12 "منذ سنوات وأنا أعزز مبادرة الجزيرة الاصطناعية العائمة مقابل سواحل غزة، كحل لغزة نحو العالم، وقطع الاتصال المدني، والحفاظ على الحدود الأمنية لإسرائيل". لكن مراقبون إسرائيليون يستبعدون إقرار تسهيلات كبيرة لقطاع غزة دون تحقق الشروط الإسرائيلية، في مقدمتها نزع السلاح من الفصائل الفلسطينية المسلحة وتحقيق الأمن الكامل للمواطنين الإسرائيليين. وشهد قطاع غزة، هدوءا نسبيا في الآونة الأخيرة عقب انتهاء جولة التصعيد العسكري ما بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل منتصف الشهر الماضي بدأت بعملية اغتيال إسرائيلية للقيادي البارز في سرايا القدس بهاء أبو العطا في غزة. وردت الجهاد على عملية الاغتيال بإطلاق رشقات صاروخية باتجاه البلدات الإسرائيلية، فيما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع عسكرية تتبع للجهاد، دون أن تشمل الغارات المواقع العسكرية التابعة لحماس للمرة الأولى. وخلف التصعيد 36 قتيلا فلسطينيا، قبل أن تتدخل مصر والأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق تهدئة. كما شهدت الأشهر السبعة الأخيرة انخفاضا ملحوظا في عدد القتلى الفلسطينيين بقناص الجنود الإسرائيليين، على الحدود الشرقية لقطاع غزة، ضمن مشاركتهم في الاحتجاجات الأسبوعية "لمسيرات العودة الكبرى". ويعتقد المحلل السياسي من غزة أكرم عطا الله أنه على الرغم من النفي الرسمي المتكرر لمباحثات تهدئة طويلة الأمد في غزة فإن خطة فصل إسرائيل القطاع عن الضفة الغربية تسير بشكل تدريجي نحو التكريس الفعلي. ويقول عطا الله إن عملية تكريس فصل غزة "تسير بهدوء، وإسرائيل ليست في عجلة من أمرها، والأمر يتم بالتراكم والواقع على الأرض، فالتغيرات التي جرت وتجري تباعا تجعل إعادة الوحدة بين الضفة وغزة ضربا من الأحلام". ويعتبر أن ما يجرى في غزة من وساطات ومشاريع إقليمية "يثب أكثر فقدان الفلسطيني لسيادة القرار وترك الأمر للاعبين الكبار أن يفعلوا ما يشاؤون في غزة تحت بند التدخل الإنساني". من جهته يقول المحلل السياسي من رام الله عبد المجيد سويلم إنه "ليس سهلا أن يتم إبرام ولا حتى بصورة مبدئية أو أولية صفقة لتهدئة طويلة الأمد في غزة، حتى لو أن بعض مقدماتها قد بدأت على الأرض بالفعل". ويرى سويلم أن العقبات أمام هكذا صفقة بين حماس وإسرائيل "ما زالت كبيرة، والمواقف ما زالت متباعدة في بنود معينة، إلا أن معالم الصفقة الرئيسية بعد تذليل ما تبقى من عقبات، أصبحت محددة المعالم في الجانب الجوهري". ويشير إلى أن الحديث يدور وقف شامل للأعمال العسكرية من قبل الجانبين وتحويل التسهيلات إلى حالة جديدة من الالتزامات الاسرائيلية لفكفكة الحصار بصورة ملحوظة، بما في ذلك الميناء العائم والمطار ومعابر البضائع والعمال وكذلك الزيادة الكبيرة في أميال الصيد البحري. ويحذر سويلم من أن هكذا صفقة جوهرها حالة هدوء مقابل هدوء، وتهدد لفصل قطاع غزة عمليا، وتجزئة وحدة وشرعية التمثيل، وإخراج القطاع من دائرة الصراع، مقابل بقاء حماس حاكمة ومتحكمة بالقطاع".

مشاركة :