جدد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات التأكيد أن الإدارة الأمريكية لن يكون لها مقعد كوسيط بالمفاوضات المستقبلية، لأنهم يسعون لتكريس نظام "ابرتهايد" وهو نظام الفصل العنصري للفلسطينيين، مشددا على أن من يتفق مع الاحتلال الإسرائيلي عليه أن يشرح لشعبه مواقفه الداعمة للظلم والاضطهاد المخالفة للقانون الدولي والأخلاق من خلال جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل من قتل واستهداف للفلسطينيين ومصادرة الأراضي والاستيطان.وشدد عريقات - على هامش العشاء السنوي الذي نظمته دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية بمناسبة حلول الأعياد الميلادية المجيدة والذي أقيم مساء أمس بمدينة بيت جالا شمال بيت لحم جنوب الضفة الغربية، للقناصل والسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في فلسطين وممثلي المؤسسات الدولية الإنسانية وممثلي وسائل الإعلام الأجنبية والعربية - على أن من يدعم إنهاء الاحتلال يقوم بعمل نبيل، ومن يحاول ربط إنهاء الاحتلال باللاسامية هم شياطين الشر، مثمنا مواقف دول العالم التي ترفض السياسات الامريكية الداعمة لاسرائيل.وحول مواقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وطاقمه وخطة صفقة العصر، قال عريقات ”لدينا طاقم أمريكي يريدنا قبول كافة إجراءاته الرافضة للحقوق الفلسطينية، مشددا على أنه لا يوجد أمة تقبل بهذه الممارسات التي تخالف مواثيق الشرعية الدولية التي كتبتها الأمم المتحدة وشعوب العالم الغربي.وأوضح أن العرب لم يشاركوا بكتابة المعاهدات والمواثيق الدولية وبالتالي فدول العالم مطالبة بحماية مبادئها وقيمها الإنسانية من خلال موقف حقيقي وعملي على الأرض لدعم الحقوق الفلسطينية، وإلا فإن العالم أجمع سيكون في خطر وما الفلسطينيون إلا البداية.وأعرب عريقات عن شكره للكونجرس الأمريكي الذي أصدر موقفا طالب فيه بعدم الضم ووقف الاستيطان ودعم حل الدولتين ووقف الإجراءات الأمريكية والإسرائيلية، موضحا أن هذا الموقف ضربة لمن قرروا في هذه الإدارة الأمريكية أن يتسلطوا بإجراءاتهم على الشعب الفلسطيني وقرروا قطع المساعدات الأمريكية و قيمتها ٨٠٠ مليون دولار منها ٣٥٠ مليونا - لوكالة الأونروا كما أنهم تركوا مشاريع انسانية دون إكمال وتركوا العائلات المحتاجة، وهم يلعبون بالأوراق السياسية في المنطقة ويحاولون التعامل مع دولة هنا ودولة هناك على أنها تمثل الفلسطينيين، مؤكدا أننا كفلسطينيين لم نطلب من أحد أن يتحدث باسم الشعب الفلسطيني.وقال عريقات بخصوص الانتخابات الفلسطينية إن رئيس لجنة الانتخابات الدكتور حنا ناصر قدم رسالة للرئيس محمود عباس فيها يشرح فيها اتفاقه مع كافة الفصائل من حيث المبدأ على إجراء الانتخابات بنظام التمثيل النسبي، مضيفا أن الإعلان عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية سيتم بمرسوم واحد، معربا عن أمله أن يكون هناك مراقبون دوليون وممثلون للمؤسسات الدولية، طالبا مساعدتهم.وأشار عريقات إلى أن السلطة طلبت بشكل رسمي السماح بإجراء الانتخابات بالقدس كما جرى بالانتخابات السابقة، معربا عن أمله أن توافق إسرائيل على ذلك بناء على مواقف وقرارات إسرائيلية سابقة.وقال إن المواقف الإسرائيلية غير مبشرة وآخرها ما نشهده من إجراءات قمع وإغلاق ومنع للفعاليات الثقافية ، موضحا أن الإسرائيليين يتجاهلون الحقائق، ومن يتجاهل الحقيقة لا يعيش بالواقع، لكنهم لن يستطيعوا أن يغيروا حقيقة وجود ٤٠٠ ألف فلسطيني مسلم ومسيحي في القدس، مضيفا أننا نريد من خلال الانتخابات توحيد الموقف الفلسطيني نحو نظام وسلطة وسلاح واحد كما شدد على أنه لن يكون هناك انتخابات بدون القدس وهي نقطة إجماع وطني.وحول سعي إسرائيل لإنهاء حل الدولتين ، قال عريقات إن حل الدولتين ليس مطلبا فلسطينيا، بل هو مطلب دولي وأمريكي بالأساس، لكننا نشعر بالأسف لعدم قيام دول العالم بحماية هذا الحل حتى الآن من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن على دول العالم العمل على مساعدة الطرفين والتأكيد على حل الدولتين من خلال الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على أراضي عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.وأشار إلى أن كل الادارات الأمريكية كانت داعمة لإسرائيل، إلا أنها كانت مع حل الدولتين حتى قدوم الإدارة الحالية، والتي اتخذت كافة الإجراءات المعادية للشعب الفلسطيني على مختلف الاصعدة بدءا من إغلاق مكتب التمثيل الفلسطيني والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأخيرا نسمع ما قاله وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الاستيطان الإسرائيلي في الضفة شرعي معتمدا في تصريحه هذا على أن أمريكا هي القوة العظمى، لكننا نرد عليه ونقول إن من لديه قوة عظمى عليه أن يسعى لتحقيق العدل والسلام العادل وليس اضطهاد الشعوب وحقوقها.وأكد عريقات أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يؤمن بحل الدولتين ورافض له ولا يؤمن بالسلام وسيحرق الشرق الأوسط للبقاء في الحكم، مشددا على أن الخطر الذي يمثله هو التطرف الديني اليميني الذي تحول الى حقائق على الأرض تقوم على العنصرية التي لا يمكن إخفاؤها، وهي علامات مخزية يتوجب على العالم الوقوف في وجهها قبل فوات الأوان.ودعا عريقات الحكومات في مختلف الدول - التي اعترفت برلماناتها بحق الفلسطينيين بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 - إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لأن ذلك سيعطي الفلسطينيين الأمل بأن هناك مجتمعا وضميرا دوليا يقف إلى جانبهم، مشددا على أن حل الدولتين هو الحل للصراع المحموم الذي تسعى إسرائيل لتحويله إلى صراع ديني في ظل الأحزاب اليمينية العنصرية، مشددا على أن الصراع ليس دينيا ومن يقول ذلك فهو مخطئ ونحن كفلسطينيين لا نريد لأجيالنا القادمة أن تعيش ما عشناه في الماضي لأن الصراع هنا صراع سياسي بحت.
مشاركة :