نــددت طهران أمـــس، بتقرير أصدره أحمد شهيد، المقرر الخاص للأمم المتحدة في شأن حقوق الإنــسان في إيران، انتقد سجلّها في هذا الصدد، إذ اعتبرت أنه «غير محايد» وأُعِدّ لـ «دوافع سياسية». ووَرَدَ في تقرير قدّمه شهيد إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن 23 صحافياً اعتُقلوا في إيران منذ مطلع العام، لافتاً إلى حجب نحو 5 ملايين موقع إلكتروني. وأشاد بإطلاق سجناء سياسيين أخيراًَ، وبـ «مؤشرات إيجابية» من روحاني منذ انتخابه رئيساً، لكنه نبّه إلى أنه لا يرى «أي إشارة تحسّن» لأوضاع حقوق الإنسان في إيران. وحضّ طهران على الإفراج عن مئات من السجناء السياسيين، ودعاها إلى السماح له بزيارتها. وأشار إلى سجن 40 صحافياً و29 مدوناً، اتُهموا بالدعاية ضد النظام. ولفت شهيد إلى إعدام 786 شخصاً دينوا بقضايا مخدرات، منذ آب (أغسطس) 2011، مجدداً مطالبته السلطات الإيرانية بأن «تعيد النظر بالقوانين التي تعتبر قضايا المخدرات جرائم تستوجب الإعدام». وأضاف: «أي حوار متجدد بين إيران والمجتمع الدولي، يجب أن يتضمن مسألة حقوق الإنسان». لكن الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم وصفت تقرير شهيد بأنه «غير محايد وغير منصف ودوافعه سياسية»، مضيفة أن «إيران، كونها محوراً لاستقرار المنطقة، في منطقة تعاني تطرفاً وعنفاً وإرهاباً، تتعاطى في شكل بنّاء مع المجتمع الدولي وترفض أن تصبح تقارير مغرضة، معياراً لأوضاع حقوق الإنسان فيها». واعتبرت تعيين مقرر خاص لحقوق الإنسان في شأن إيران «إهانة للشعب الإيراني العظيم»، لافتة إلى أن «آلية تعيينه كانت سياسية بالكامل ونتيجة لعملية انتقائية من عدد محدود من الدول في مجلس حقوق الإنسان». ورأت أفخم أن «المجموعات الإرهابية والداعية إلى العنف والملطخة أيديها بدماء المواطنين الأبرياء، تشكّل مصادر إعداد هذا التقرير»، معتبرة أن «تأثّر (شهيد) بتوجهات وسياسات مغرضة، حال دون التفهم العميق والنظرة الواقعية والمحايدة للحقائق والتطورات التقدمية في إيران». إلى ذلك، عاد القس الإنجيلي الأميركي ايدي رومانو إلى بلاده، بعد ترحيله من إيران بسبب احتجاجه أمام سجن في طهران، داعياً إلى إطلاق خمسة سجناء اعتبر أنهم معتقلو ضمير وإيمان، بينهم قس إيراني ومحام معروف. وقال رومانو في مطار لوس أنجليس إن احتجاجه أمام السجن هدف إلى التنديد بحكومات «تتسم بالنزعة إلى الحرب وتختار الامتناع عن احترام حقوق الإنسان». وأضاف انه أجرى مع المحققين الإيرانيين «مناقشات طويلة جيدة»، مضيفاً: «أمضينا وقتاً رائعاً معاً». وزاد: «لقيت معاملة جيدة منهم». وأشاد بروحاني، معتبراً انه «يحاول إحلال مناخ جديد». وأضاف: «هناك بارقة أمل في الأجواء». في غضون ذلك، اعتبر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني أن تحسّن وضع إيران وأداءها دوراً مهماً على الساحة الدولية، يحتاج إلى «اقتصاد نشط وفاعل في البلاد». وأشار إلى أن دولاً كثيرة «تدير شؤونها من دون الاعتماد على النفط، وغير صحيح أن ندير شؤوننا بالاعتماد على عائدات النفط». وذكّر علي سعيدي، ممّثل مرشد الجمهورية في إيران علي خامنئي لدى «الحرس الثوري»، بأن «الخلاف بين إيران وأميركا لا يقتصر على الملف النووي، بل هناك مسائل كثيرة لن يتنازل عنها الجانبان في سهولة».
مشاركة :