هل بيع القرى يحل مشكلة هجرة السكان في بعض مناطق الريف الإسباني؟

  • 12/11/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةEsther Costa يضرب الانحسار السكاني منطقة غاليسيا "جليقية" الإسبانية بشدة، الأمر الذي دفع إلى اتخاذ خطوة تهدف إلى طرح الآف القرى المهجورة بها للبيع حاليا، في مسعى لحل المشكلة واجتذاب السكان من جديد. تقول روزي كوستويا، طبيبة بيطرية ورائدة أعمال : "أنحدر من قرية صغيرة ويشدني إلى أرضي رباط وثيق". تعشق كوستويا الساحل البري وخضرة ريف غاليسيا الواقعة على الساحل الشمالي الغربي لإسبانيا، بيد أنها منطقة تعرضت للانحسار السكاني على مدى عقود في مناطقها الريفية. وتقول: "كان والدي مزارعا واعتدت وأنا طفلة السير معه عبر القرى الصغيرة التي يهجرها سكانها". في هذه الأيام ضربت عوامل عدة وبقسوة منطقة غاليسيا، من بينها تراجع معدل المواليد وشيخوخة المجتمع الإسباني فضلا عن ضعف البنية التحتية. مصدر الصورةEsther Costa ويوجد في المنطقة 3562 قرية مهجورة بلا سكان، ويشهد هذا العدد زيادة بمعدل قرية كل أسبوع، بحسب مؤسسة الإحصاء الإسبانية الوطنية "آي إن إي". لذا أسست كوستويا، البالغة من العمر 50 عاما، وزوجها مارك أدكينسون البريطاني المولد، مشروعا تجاريا يهدف إلى المساعدة في التصدي لهذه المشكلة وحلها، عن طريق بيع قرى بأكملها لمشترين في محاولة لإعادة السكان من جديد إلى قرى غاليسيا المغلقة. بيع قطعة من التاريخ أمضت كوستويا القسم الأول من حياتها العملية تعمل مع المزارعين وماشيتهم، ثم أسست شركتها الخاصة مع زوجها عام 2005 لشراء وبيع العقارات الريفية، وتتذكر كوستويا رحلات السفر البرية التي قامت بها في وقت سابق مع زوجها وابنتيهما بغية العثور على منازل جذابة لتسويقها، قبل أن تصبح التقنيات الحديثة، مثل خدمة تصفح الخرائط "غوغل إيرث"، متاحة للجميع. وينهض الإنترنت حاليا بدور أساسي بالنسبة لهما في بيع المنازل والقرى، وهما يتمتعان بشهرة على نحو جيد إذ لا يحتاجان إلى البحث عن فرص، بل يأتي البائعون إليهما، كما يأتي المشترون في الغالب من بريطانيا والولايات المتحدة ومن مناطق أخرى في إسبانيا. (وارتفع مستوى الاهتمام العام الماضي عندما أوردت ممثلة هوليوود غوينيث بالترو قرية خالية قرب مدينة لوغو في غاليسيا في دليلها المصور لهدايا الكريسماس على موقع غوب "Goop".مصدر الصورةEsther CostaImage caption روزي كوستويا (يمين) تجذب اهتمام المشترين من أماكن بعيدة كالولايات المتحدة، لكنها تدقق جيدا في اختيارها لمن تبيع تقول كوستويا إن تأسيس شركتهما كلفهما الكثير من العمل الشاق، وكان الجانب الأشد صعوبة هو جمع كل الوثائق القانونية. وتضيف: "من المهم أيضا بالنسبة لي اختيار المالك الجديد المناسب، فأنا أقوم ببيع جزء من أرضي، جزء من تاريخ غاليسيا". استطاعت كوستويا في الآونة الأخيرة بيع عقار لمشتر من لندن وقع عليه اختيارها من بين 200 مرشح لشراء ذلك العقار. وتفسر قائلة: "تتفاوت أسعار القرى التي نعرضها للبيع بناء على المزايا المتوفرة في كل قرية. فلدينا بعض القرى لا يزيد سعرها عن 50 ألف يورو (55300 دولار، 42800 جنيه إسترليني) والبعض الآخر يصل سعره إلى مليوني يورو". باعت كوستويا، التي لا تزال تعمل طبيبة بيطرية، في الآونة الأخيرة قرية بها ثلاثة منازل، ومساحات واسعة من الأرض، وشاطئ قريب من مدينة فيفيرو الساحلية مقابل 300 ألف يورو. وتشعر المالكة الجديدة، سيرينا إيفانز، وزوجها وابنتيهما بالسعادة بإبرام صفقة الشراء هذه، وتقول: "نحن نملك قطعة صغيرة من غاليسيا، بالنسبة لنا نرغب في أن نكون هنا، لقضاء وقت والاستمتاع". مصدر الصورةEsther CostaImage caption تثير قضية تراجع الاسكان في المناطق الريفية جدلا في إسبانيا، مع وجود مبادرات محلية لإغراء الناس بالعودة إلى الريف لحظة رائعة ولاتزال تنتظر قرى أخرى الملّاك الجدد، وتقول بينيتا فيلغويرا من قرية أو بينسو المعروضة حاليا للبيع: "اعتدنا أن يكون لنا 30 إلى 40 من الجيران. ومما يثير حزني أن أرى القرية على وضعها الحالي". ومازالت قضية الانحسار السكاني عن المناطق الريفية تثير جدلا، مع وجود حركات محلية تسعى إلى جذب انتباه السياسيين مثل حركة (لا إسبانيا فاثيا) أو (أسبانيا الخالية)، وقد تقدم الرئيس الإقليمي لمنطقة غاليسيا، ألبيرتو نونيز فيجو، بحوافز لتشجيع أهالي غاليسيا الذين يعملون في الخارج من أجل العودة. ويساور روزي كوستويا التفاؤل بشأن قرى غاليسيا المهجورة، وتقول: "في هذه الأيام، بفضل وجود الإنترنت، يمكنك أن تعيش في أماكن نائية وتبقى على اتصال بالعالم من حولك. إنها لحظة رائعة عندما تعود هذه القرى المهجورة مأهولة بالسكان". يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Worklife

مشاركة :