طالب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الرئيس باراك أوباما، خلال زيارة رسمية الى واشنطن، وقف غارات الطائرات الأميركية بلا طيار في بلاده، وهي موضوع خلاف مزمن بين البلدين. ولم يذكر أوباما الموضوع خلال مؤتمر صحافي مشترك مع شريف، لكن البيان المشترك الخاص بالاجتماع اكد ان العلاقات الثنائية «تستند الى مبدأ احترام السيادة ووحدة وسلامة اراضي البلدين». وكان لافتاً نقل صحيفة «واشنطن بوست» عن وثائق سرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) ومذكرات لأجهزة باكستانية ان «إسلام آباد تدعم سراً منذ سنوات الغارات الأميركية عبر تقاسم معلومات حولها مع واشنطن، رغم انها تندد علناً بها». واشارت الوثائق الى ان البلدين بحثا تفاصيل 65 غارة على الأقل خلال اجتماعات عقدت في السفارة الباكستانية بواشنطن، أو عبر ارسال وثائق مباشرة الى مسؤولين كبار في إسلام آباد. وفي عام 2010، تحدثت وثيقة عن «ضربة أميركية حصلت بطلب من حكومتكم». وتحدثت وثيقة أخرى عن عمل مشترك لكشف هدف. واشار المقال الذي كتبه الصحافي الشهير بوب وودورد الذي كشف فضيحة «ووترغيت» في السبعينات من القرن العشرين، مع صحافي آخر في «واشنطن بوست» ان الوثائق الســرية التي جرى الاطلاع عليها اظهرت ايضاً قلق الأميركيين من تسلل متطرفين الى اجهزة الاستخبارات الباكستانية. ولم يطعن ناطق باسم «سي آي اي» في صحة الوثائق، علماً ان منظمة العفو الدولية كانت انتقدت في تقرير نشرته الثلثاء الماضي «ازدواجية» موقف باكستان التي «تعتبر رسمياً ان هذه الضربات تنتهك سيادتها، لكنها ترى سراً ان غالبيتها كان مفيداً». الى ذلك، اعلن أوباما ان شريف «تعهد محاولة الحد من تداعيات الارهاب في باكستان»، علماً ان رئيس الوزراء الباكستاني أبدى تقديره للمساعدة الأميركية في دعم عمليات محاربة الارهاب وحركات التمرد والإتجار بالمخدرات والأمن البحري. واكد الرئيس الأميركي انه سيعمل لجعل الاتفاق الأمني الذي تناقشه واشنطن مع كابول، مرضياً لباكستان، وقال: «اثق في التوصل قريباً الى اتفاق مع السلطات الأفغانية، وانه سيكون جيداً لأفغانستان ويحمي باكستان على المدى البعيد»، فيما دعا حركة «طالبان» الى الالتحاق بالعملية السياسية والدخول في حوار مع كابول. وغداة اعلان واشنطن الافراج عن 1,6 بليون دولار من المساعدة لباكستان، نوّه أوباما بالاصلاحات الاقتصادية «غير السهلة» التي اطلقها شريف، مؤكداً ان باكستان المزدهرة والديموقراطية «شريك أساس للولايات المتحدة في سبيل دفع الأهداف المشتركة في السلام والنمو الاجتماعي - الاقتصادي في جنوب آسيا». على صعيد آخر، قتل شرطيان ومسلح واحد في تبادل للنار بمنطقة سايت بمدينة كراتشي جنوب باكستان، والتي تشهد منذ شهور أعمال عنف شملت عمليات اغتيال.
مشاركة :