محمود فهمي حجازي.. العاشق في محراب اللغة العربية

  • 12/11/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يُعد الدكتور الجليل محمود فهمي حجازي، والذي غيبه الموت عن عالمنا صباح اليوم، عن عمر ناهز 79 عامًا، من أعلام اللغة العربية، سواء على المستوى الأكاديمي أو العلمي، فقد عمل كأستاذ للغة بكلية الآداب جامعة القاهرة، ونال عضوية مجمع اللغة العربية منذ عام 1995، وتولى منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية منذ عام 1994 وحتى 1997. تتلمذ على يديه عدد كبير من الأستاذة وعلماء اللغة العربية، وعلم اللغة الحديثة سواء بالجامعات المصرية أو العربية، تميزت محاضراته بالعمق والبساطة في الوقت ذاته، أسهمت كتبه في تأصيل منهج اللغة العربية وأصبحت مرجعية أساسية لكل المهتمين باللغة والأدب والتي لم يسبق إليها في التأليف المعاصر ومنها "مدخل إلى علم اللغة"، و"البحث اللغوي"، و"علم اللغة بين التراث والمناهج والحديثة"، و"علم اللغة العربية"، و"الأسس اللغوية لعلم المصطلح".وشكل حجازي مدرسة لغوية واضحة المعالم في التراث اللغوي العربي، والدرس اللغوي الحديث، وكانت حياته حافلة بالعطاء المتميز، فقد أشرف على ما يزيد على مائة وخمسين رسالة ما بين ماجستير ودكتوراة بجامعات مصر المختلفة، ففي جامعة القاهرة نهض بالإشراف العلمي بكلية الآداب قسم اللغة العربية، وقسم اللغات الشرقية، وقسم اللغة الفرنسية، وقسم اللغة الألمانية، وقسم اللغة الإنجليزية.. وغيرها، وكان واحدًا من أعلامها الذين شكلوا أجيالًا من الدارسين بقسم علوم اللغة وقسم النحو، كما أسهم بالإشراف العلمي في تشكيل جيل من الدارسين بعدد من المعاهد والكليات سواء داخل مصر أو خارجها.وعندما كان متولى قيادة الهيئة العامة للكتاب قام حجازي بوضع خطة شاملة لربط مكتبات مصر في شبكة معلوماتية واحدة، وقدم رؤية لتحديث دار الكتب ووضعها على مشارف القرن الحادي والعشرين، كما أن دراسته في ألمانيا في وقت مبكر في حياته استطاع أن ينهض بتعليم اللغة الألمانية في مصر بعد الحرب العالمية الثانية عام 1954، حيث عمل على إنشاء قسم اللغة الألمانية كما أنه يُعد أول مدرس مصري للغة الألمانية في مصر، الأمر الذي وثق صلته باللغة الألمانية تحدثًا وكتابة حيث درس الألمانية بين أهلها نحو خمس سنوات وتوثقت صلته هناك بعلماء بارزين في المجال اللغوي.وعكف حجازي بالعمل في مشروع المعجم الألماني العربي والذي أنجز وطبع عدة مرات في ألمانيا وبيروت، كما قام بالمساعدة في ترجمة وتحقيق ومراجعة المادة العلمية لكتاب تاريخ التراث العربي تأليف فؤاد سزكين "عشرة أجزاء"، والذي يُعد من أهم المراجع الحديثة في بحث التراث العربي.ونال حجازي عددًا من الأوسمة والجوائز، منها وسام الاستحقاق الاتحادى من الطبقة الأولى، لجمهورية ألمانيا الاتحادية لعام 1997، الجائزة التقديرية لجامعة القاهرة في العلوم الإنسانية 1998، جائزة الدولة التقديرية في الآداب لجمهورية مصر العربية 2000، الدكتوراة الفخرية بدرجة أستاذ من جامعة العلاقات الدولية واللغات العالمية، ألماطى، جمهورية كازاخستان 2004، ووسام رئيس جمهورية كازاخستان 2013.

مشاركة :