قرار الاتحاد الأوروبي الذي اتُّخذ أمس الاثنين بشأن مكافحة الهجرة غير القانونية إلى أراضي دولِه الأعضاء يثير الانتقادات في أوساط المرشحين لهذا النوع من الهجرة المتواجدين في مراكز الاستقبال الخاصة بهم في جنوب إيطاليا، مثلما يثير رفض ليبيا وروسيا وكذلك دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى التخلي عن هذه الطريقة في التعاطي مع مأساة الهجرة بقوارب الموت وتبني أساليب أخرى غير عسكرية. أبو داوُدَة مهاجرٌ من مالي يقيم في أحد مراكز الاستقبال الإيطالية يعبِّر عن موقفه بالقول: أطلب من الاتحاد الأوروبي أن يفكر في سُبُل مساعدة إيطاليا على إدارة هذا الشأن وتمكين المهاجرين من العمل في أوروبا. لم نأتِ لنسرقَكم. جئنا لمساعدتكمعلى ماذا؟ على تنظيف بلادكم! تنظيف أوروبا! جدّي كان جنديا مقاتلا في صفوف القوات الفرنسية في عهد الجنرال ديغول، وكان يروي لي كل ما حدث آنذاك. الاتحاد الأوروبي يقول إنه يريد مكافحة شبكات المتاجرة بالبشر بتدمير القوارب في عرض البحر المتوسط ابتداءً من الشهر المقبل ويحظى في هذا المسعى بدعم الحلف الأطلسي، فيما تنقصه الشرعية الأممية والضوء الأخضر من الأمم المتحدة. هذه الأخيرة تؤكد أن واحدا وخمسين ألف مهاجر عبَروا البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا خلال العام ألفين وخمسة عشر بشكل غير قانوني، أكثر من ثلاثين ألفا منهم وصلوها عبْر الأراضي الإيطالية. غالبية المهاجرين عبْر البحر الأبيض المتوسط على متن قوارب الموت تنحدر من دول تعيش اضطرابات سياسية وأمنية كارثية كأفغانستان والصومال وسوريا والعراق ومالي وإفريقيا الوسطى وفي جُلِّ هذه البلدان المُضطرِبة الاتحاد الأوروبي، أو عدد من دوله على الأقل، منخرط في صراعات جيوسياسية تحكمها التجاذبات الإقليمية والدولية.
مشاركة :