زيادة الرواتب مطلب... والناس تعاني

  • 12/12/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

شاب كويتي تخرج في جامعة الكويت وبتقدير مرتفع جداً، وقدم على وظيفة ومكان فيه كادر... ولم يتم قبوله بسبب عدم وجود سند له، بينما صديقه خريج جامعة نصف تعليم وبتقدير عادي، ولكن يمتلك فيتامين «و» الواسطة فتم قبوله في الجهة، والآن تقريباً الثاني يستلم راتباً ضعف راتب الشاب المتفوق المجتهد طوال حياته، هذا الأمر غير مقبول! هذه قصة حقيقية لشاب قبل أيام تحدث عنها، وأنا على يقين أن الكثير من القراء لديهم قصص مشابهة أو أكثر من حادثة، وهي بحث الناس عن الجهات التي فيها كوادر بسبب الرواتب العالية، مع أن الاثنين يمارسان العمل نفسه، أو الجهة التي لا يوجد بها كادر قد يكون الضغط كبيراً وساعات العمل أطول. تفاوت الرواتب للتخصص نفسه في الجهات الحكومية أصبح غير مقبول، والناس تعاني من ضعف الرواتب في بعض الجهات الحكومية، وقبل فترة سمعنا عن «البديل الإستراتيجي»، الذي سيقلل التفاوت بين الرواتب للعاملين في الجهات الحكومية، من دون إلغاء للامتيازات والمكتسبات الموجودة الحالية في قطاعات الدولة. والبديل الإستراتيجي سيضع ضوابط للعاملين في الجهات الحكومية المختلفة، وهذه الضوابط ستكون حسب الشهادة والخبرة حيث يتساوى القانوني في القطاع الحكومي في مختلف الجهات، علاوة على رفع  رواتبهم المتدنية في الدولة.ومن نافلة القول أن بند المرتبات في ميزانية 2009 كان 3 مليارات دينار كويتي، والآن حوالي 12 مليار دينار في 2019، والأمر في تزايد مستمر، ولعل أهم سبب لذلك هو الزيادة العشوائية للمرتبات التي تمت قبل سنوات من قبل بعض النقابات والقطاعات، ومن كان له صوت عال تمت زيادة راتبه، والذي لا صوت له فظل على راتبه القديم من دون أي زيادة تذكر. آن الأوان لحل جذري لمشكلة الرواتب، لأنها تشكل تضخماً على ميزانية الدولة، فالفروقات في الرواتب لم تعد مقبولة، حيث آثارها ستمتد حتى على الجانب الاجتماعي والمستوى المعيشي بين الناس أو حتى البيت الواحد. والقطاع الخاص جزء أساسي من حل هذا المشكلة ويجب دعمه وحث الخريجين الجدد إلى التوجه نحو العمل فيه، والقرارات يجب أن تكون مدروسة حتى لا تكون هناك هجرة من القطاع الحكومي إلى الخاص، كما حصل في السنوات الماضية، حتى لو تمت زيادة مبلغ دعم العمالة الوطنية.  ومسؤولية تعديل ودراسة سلم الرواتب وإقرار «البديل الإستراتيجي» تقع على السلطتين التشريعية والتنفيذية، وعليهم تحقيق أمنيات الناس بأن يعيشوا بكرامة ورفاه دون التأثير على الأجيال المقبلة، وهذه معادلة صعبة ولكن ممكنة، إذا كانت هناك نوايا صادقة.akandary@gmail.com

مشاركة :