رغم دفء الطقس بقيت الكراسي التي اعتاد السياح التشمس عليها قرب مسبح فندق من فئة 4 نجوم في جزيرة جربة السياحية جنوب شرق تونس فارغة. ويخشى العاملون في قطاع السياحة في تونس من موسم صيف كارثي إثر مقتل 21 سائحا أجنبيا في هجوم دموي استهدف في 18 مارس الماضي متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف. مدير الفندق علق بالقول: انتهى الأمر بالنسبة لهذه السنة ففي العادة يكون الفندق الذي يعد 170 غرفة مزدحما بالسياح الايطاليين في فصلي الربيع والصيف. ومع بداية العام كانت الامور تبشر بموسم مثالي، وقبل الهجوم على متحف باردو حجزت وكالة سفر ايطالية كل غرف الفندق للفترة ما بين مطلع مايو الماضي وحتى نهاية اكتوبر القادم مقابل 1.4 مليون يورو، لكن الوكالة الغت الحجز بعد الهجوم الذي صدم مهنيي السياحة التونسية. وتعتبر السياحة احد أعمدة الاقتصاد التونسي إذ تشغل 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر وتساهم بنسبة 7% في الناتج المحلي الاجمالي. وتأثرت سياحة تونس بحالة عدم الاستقرار الامني والسياسي التي شهدتها البلاد بعد الاطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وبتصاعد العنف في البلاد ونشاط المجموعات المسلحة. وفي جزيرة جربة وحدها اغلق خلال السنوات الأربع الاخيرة ثلاثون فندقا حسب إحصاء نقابة أصحاب الفنادق في الجنوب الشرقي التونسي. وخلال الموسم الصيفي، تحقق سياحة تونس ما بين %60 و70% من رقم اعمالها السنوي لأنها سياحة شاطئية بالأساس. ويخلص مسؤولو نقابة الفنادق الى أنّ الموسم السياحي الصيفي الحالي يبدو سيئا لكنهم يأملون بالا يكون كارثيا وان تقتصر الخسائر المالية للسياحة التونسية في 2015 على تراجع بنسبة 5% في العائدات مقارنة بسنة 2014 رغم ان عائدات العام الماضي كانت دون تطلعات القطاع. وفي الربع الاول من 2015 وقبل حصول الهجوم على متحف باردو لم تكن هناك مؤشرات على موسم سياحي واعد في تونس، إذ تراجعت العائدات السياحية بنحو 7% وعدد الليالي المشغولة بنسبة 10.7% وعدد الواصلين الى الحدود بنسبة 14.2% مقارنة بالفترة ذاتها من 2014 بحسب احصائيات وزارة السياحة. وخلال السنوات الاخيرة برزت مشكلة جديدة أثرت، بحسب خبراء، على صورة الوجهة السياحية التونسية وهي تراكم القمامة في مناطق سياحية رئيسية مثل جزيرة جربة. ولم تعرف بعد نتائج حملة ترويج للسياحة التونسية خصوصا على شبكات التواصل الاجتماعي اطلقتها السلطات لتشجيع السياح على العودة الى تونس.
مشاركة :